للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث ليس بصحيح)، وكذا الدَّارَقُطني، وقال ابن عبد البر: (الأحاديث المروية في هذا الباب كلها معلولة، وليست أسانيدها بالقوية) (١).

وقد ذهب البخاري إلى أن الحديث عن الزُّهْريّ، عن محمد بن سويد الثقفي، أن غيلان بن سلمة أسلم … ، نقل التِّرمِذي عنه ذلك في "جامعه" (٢/ ٤٢٢)، وفي "العلل" (١/ ٤٤٦)، وكذا رجحه أَبو حاتم في "العلل" (١/ ٤٠١).

قال البخاري: وإنما حديث الزُّهْريّ، عن سالم، عن أبيه، أن رجلًا من ثقيف طلق نساءه، فقال له عمر: (لتراجعن نساءك، أو لأرجمن قبرك، كما رُجم قبر أبي رِغَال) (٢).

وهذا الحديث أخرجه أحمد (٨/ ٢٥١) وغيره، قال الحافظ: (في إسناده مقال)، وعلى هذا فيكون معمر قد أخطأ عندما جعل إسناد هذا الحديث الذي فيه كلام عمر للحديث الذي فيه كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، ذكر هذا الإِمام مسلم في "التمييز"، كما نقله عنه الحافظ في "الإصابة" (٣)، وكذا قال الطحاوي (٤).

ونقل الحافظ عن البزار أنَّه قال: (جَوَّدَهُ معمر بالبصرة، وأفسده باليمن؛ فأرسله)، وقال ابن عدي في "الكامل" (١/ ١٧٩): (هذا الحديث إنما يرويه معمر، عن الزُّهْريّ، وهو مما أخطأ فيه معمر بالبصرة .. ).

وقد رجح الموصول ابن القطان ومن تبعه، وأطال ابن القطان في مناقشة علل هذا الحديث، وذكر الاختلاف فيه على الزُّهْريّ، ثم قال: (والمتحصل من هذا هو أن حديث الزُّهْريّ عن سالم، عن أبيه، من رواية معمر في قصة غيلان صحيح، ولم يعتلَّ عليه من ضعفه بأكثر من الاختلاف على الزُّهْريّ، فاعلم ذلك) (٥).

وأيدوا ذلك بأن الحديث جاء من طريق آخر مثل رواية عمر، وهو طريق


(١) "العلل" للدارقطني (١٣/ ١٢٣)، التمهيد (١٢/ ٥٨)، "التلخيص" (٣/ ١٩٣).
(٢) انظر خبر أبي رغال في "سنن أبي داود" (٣٠٨٨)، "دلائل النبوة" للبيهقي (٦/ ٢٩٧).
(٣) (٨/ ٦٦).
(٤) "شرح المعاني" (٣/ ٢٥٣).
(٥) "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٤٩٥ - ٥٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>