للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفضول الطعام، وقد ثبت في "الصحيحين" من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء" (١).

قال ابن رجب: (المراد أن المؤمن يأكل بآداب الشرع فيأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل بمقتضى الشهوة والشره والنَّهَمِ، فيأكل في سبعة أمعاء) (٢).

وهذا الذم للشبع إذا كان دائمًا أو غالبًا، أما إذا كان في بعض الأحيان فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة - رضي الله عنه - بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - من اللبن حتى قال: والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكًا (٣).

وهذا كله يتعلق بكمية الطعام التي يأكلها الإنسان، أما نوعية الطعام فينبغي للآكل أن يحرص على الغذاء الذي تتوفر فيه العناصر المهمة لإبقاء البدن قويًّا منيعًا ضد الأمراض، والخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس - اليوم - إما في كمية الطعام التي يأكلها وإدخال الطعام على الطعام، أو في عدم التوازن الغذائي بعدم العناية بالأطعمة التي تنفع البدن، وثَمَّ أمر الثالث موعد الأكل.

• الوجه الخامس: في الحديث دليل على كمال هذه الشريعة حيث جاءت بما فيه صلاح الناس في دينهم ودنياهم وأبدانهم، فجاءت بهذه التوجيهات المتعلقة بحفظ الصحة، وذلك بمراعاة مقدار الطعام الذي يأكله الإنسان، ولو أخذ الناس بذلك لسلموا من الأمراض والأسقام التي تعود في الغالب إلى كثرة الطعام أو إدخاله على الطعام قبل الانهضام. والله تعالى أعلم.


(١) رواه البخاري (٥٣٩٦)، ومسلم (٢٠٦٠).
(٢) "جامع العلوم والحكم" حديث (٤٧).
(٣) رواه البخاري (٦٤٥٢). وانظر: "زاد المعاد" (٤/ ١٨)، "فتح الباري" (١١/ ٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>