للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: وصلنا كتابك أخبرت فيه بتمام الكلام في أمر النطر لزسيون، وأن محصل ما أدركتم فيه أن ما فات فلا رجوع فيه، وما يأتى يجعل له ترتيب وهو أن من عنده رسم النطر لزسيون من جنس من الأجناس إذا رجع لإِيالتنا يعد له قدر المدة التي جلسها في بلاد الأجناس لقبض الرسم المذكور، ثم بعد ذلك إما أن يخرج من إيالتنا وإما أن يدخل تحت حكم ولاتنا، وما أدركتم هذه إلا بمشقة لما في ذلك من معارضة شرائعهم، وبشروعكم في الكلام في تنحية الحماية الخارجة عن القانون وإفساد باشدور الطليان الذى هناك لكم كل ما علمتم وصدور كلام طويل منه في المجلس فيما يجلب الضرر للمغرب، فأجبته بما يناسب كلامه واسترعيت على الأمور الساقطة فلم يقبل منك ما أجبت به، فطلب منك باشدور إسبانيا أن تسقط بعض الفصول التي تكلمت بها فأجبته بأنه إذا أسقط الطليان فصلا تسقط جوابه، فتكلم مع الطليان في ذلك فأسقط البعض فأسقطت جواب ما أسقطه فلم يقبل الطليان ذلك أيضا، وتكلم معك وزير إسبانيا في ذلك فأجبته بأنه إذا أسقط جميع ما ذكر تسقط أنت ذلك كله، وبقى الأمر موقوفا على هذه الحالة.

ثم شرع وزير إسبانيا في الكلام على تحديد الحماية، فقبل المجلس التحديد ولم يكن كلام فيما فات والدى هو مقيد وخارج عن القانون يبقى على حاله ومن مات تسقط حمايته ولا تورث، ولا تبقى حماية في المستقبل إلا ما هو مذكور في الشروط والموفق والطليان لم يقبل ذلك.

وأراد أن يستمر على إعطاء الحماية لمن شاء كيف شاء فأجبته بأنك لا تقبل ذلك، ولما رأيت عدم تقصيره في الكلام بعدم المساعدة ووزير إسبانيا وباشدور

<<  <  ج: ص:  >  >>