٢٤٠ - محمد فتحا بن مولانا الجد الأعظم أمير المؤمنين مولانا إسماعيل.
حاله: جهبذ نحرير، ناقد بصير، ديباجة الدنيا وبهجتها، عالم علامة، بارع مطلع، متضلع نقاد، ذو ملكة واسعة، وعارضة عريضة، وذهن وقاد، له مشاركة تامة، ومهارة كاملة في النحو والبيان والمنطق والكلام والأصول.
قال في الشجرة الزكية في حق المترجم: أدرك درجة الاجتهاد، فأداه اجتهاده إلى أن خرج عن طاعة والده انتهى.
وكان والده يحبه محبة شديدة لما رأى عليه من مخايل النجابة وتوقد الذهن والتيقظ والمقدرة في الحل والإبرام والنصح له وإخباره بما تخفيه عنه الوزراء والكتاب وأولو الأمر، حتى صار عيبة سره ومحل مشورته، دون سائر إخوته، يسارره ويعمل برأيه في المهمات، ويثنى عليه بالصدق والأمانة ورجاحة العقل، وينوه بقدره بمحضر ولاته ووزرائه وكتابه، فكرهه لذلك غير واحد من الوزراء فمن دونهم، فشمروا على ساق لإفساد ذات البين بينه وبين أبيه والسعى في التفرقة بينهما، فزينوا لوالده ولايته.
فاتفق أن وقع اختلاف بين درعة ونواحيها واحتاجوا إلى تولية واحد من أبناء السلطان يكون له عقل راجح، فاغتنم أعداؤه الساعون في ابتعاده عنهم، فأسروا للسلطان أنه لا يصلح لهذا المهم إلا ولدك المولى محمد العالم، فإنه يحسن التدبير مع القريب والبعيد والأخرق، ولا يصدر منه إلا ما فيه مصلحة وسداد، ولم يزالوا يحسنون له ويجيدون توليته إلى أن ولاه بدرعة فحصلوا أمنيتهم في إبعاده عنهم من إحصائه الأنفاس عليهم.
٢٤٠ - من مصادر ترجمته: نشر المثانى في الموسوعة ٥/ ١٩١٠.