كانت الروابط بين صاحب الترجمة والدولة العثمانية موصولة الأسباب، وثيقة الأَطناب، وطالما أعانها بالأموال الطائلة الوافرة، وأهدى من نفيس لسلاطينها الهدايا الفاخرة، ووجه لهم الوفود والسفراء، من الأعيان والكبراء، وقد اتصلت المودة بينه وبين السلطان مصطفى الثالث بن أحمد الرابع المتولى سنة ١١٧١ إلى أن مات سنة ١١٨٦، وخلفه أخوه السلطان عبد الحميد الأول فسار معه المترجم على ما كان عليه مع أخيه من قبله، واتصلت بينهما المودة إلى أن مات سنة ١٢٠٣ وتبعه المترجم في السنة بعدها.
ففى سنة ١١٧٥ وجه للسلطان مصطفى المذكور بالأستانة العلية الحاج الخياط عديل سفيرًا بهدية ورسالة يهنئه بالملك، ويقرر أسباب المودة والإخاء في ذات الله، فكافاه على هديته مع رسوله بهدية من آلة الحرب والمدافع والمهاريس وآلة المراكب القرصانية.
وفى سنة ١١٧٩ بعث إليه بكاتبيه الفقيهين السيد الطاهر بن عبد السلام السلوى والسيد الطاهر بنانى الرباطى سفيرين وأصحبهما هدية نفيسة فيها خيل عتاق بسروج مثقلة بالذهب مرصعة بالجوهر والياقوت ونفيس الأحجار، وفيها أسياف محلاة مرصعة بالياقوت المختلف الألوان، وفيها حلى من عمل المغرب وبنود منسوجة بالذهب من عمل فاس، فابتهج السلطان مصطفى بذلك، وكافأ عليه بمركب موسوق من آلة الحرب مدافع ومهاريس وبارود وإقامة كثيرة للمراكب القرصانية من كل ما تحتاج إليه.
قال أبو عبد الله بن على الدكالى السلوى في إتحاف أشراف الملا، لما ذكر طبقة أدباء سلا: