إنما هو بالشريعة المحمدية كما هو مصرح به في الشروط، ولا علينا في الطول الذى ذكرت نعم حين ينصرم الأجل وتتمحض المصلحة في السداد الذى أشرت به أعلمنا لنجيبك بما يشرح الله له صدرنا فإن الله سمى الصلح خيرا والسلام في ١٠ صفر الخير عام ١٢٨٩".
[حرب تطوان]
وإن أعظم النضال والدفاع ما قام به حين فاجأ جلوسه على العرش تشغيب جنس الإصبان وتكالبه على قلب عزة الإسلام طالبا الإتيان باثنى عشر مسلما من قبيلة الأنجرة وقتلهم صبراً بين أظهر المسلمين أمام الأجانب بثغر طنجة عقوبة على هدم بعض القبيلة المذكورة بيت العسة الذى بناه الإصبان في الحدود -مخالفين ما جرت به العادة من اتخاذه من لوح- هناك مصمما على أحد أمرين، إما إجابة مطلبه وإما المناجزة وإشهار الحرب.
والحال أنه لا جيش وقتئذ منظم، ولا قوة حربية كافية فقابل المترجم ذلك بالثبات، ووازن بين المطلبين فتحقق أن الوبال على الإسلام والمسلمين بالمساعدة على أولهما، فصمم على رفضه لذلك وبعث خديمه الحاج محمد الزبيدى الرباطى لطنجة مندوبا عاليا مفوضا للنظر في تلك المطالب، واستشارة الدول واستنابتهم فيها فكان آخر أمره معهم الانفصال على الحرب.
قال مولاى العباس بن السلطان مولاى عبد الرحمن أخ المترجم فيما كتبه بخطه: إن مقدمة هذا الأمر ومبدأه فيما بلغنا عمن كان يباشره أن آل آنجرة ذهبوا إلى محدة الرومى وكسروا له حجرا كان عنده هنالك فيه رسم طابعهم الذى يعبرون عنه بالرومية اكرونه، فمن حيث وقع ذلك جاء الرومى إلى محدته واشتغل يبنى برجا ليدفع به عن نفسه، فجاء المسلمون وكسروه وتربوه، فجاء الرومى إلى المكلف من قبل السلطان الوالد رحمه الله وشكا له بجرأة آنجرة عليه وإن لم يقع