للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٦ - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الصنهاجى عرف بابن الحداد المكناسى.

حاله: قدوة الزمان في أحواله، محدث فاضل، ذكى نبيه، أديب أريب، كان يقرض الشعر، ثم نزع عن ذلك ولزم التصوف في لباسه وأكله وعبادته، رحل للمشرق لأمر قام عليه فيه الطلبة لخطبة خطبها ببلده مكناسة، قال: أحمد الله الذى خلق الإنسان على صورته، وذكر اسم الله الرحمن الرحيم في ملاك شريف من شرفائها فكان سبب خروجه، وكان إذا ذكر له شئ من شعره الذى مدح به الملوك في شبيبته يستغفر الله عند ذلك ويتمثل بقول بعضهم:

ولما رأيت الناس طرا تكالبوا ... ولم يسمحوا إلا بكذب من الوعد (١)

ولم يُجْدِ مدحهم (٢) فتيلا وزادنى ... عناء وحار (٣) القصد عن سنن الرشد

نبذت بهم نبذا وعدت لخالقى ... وما فوق من قد عاذ بالصمد الفرد

فمن يملك الأشياء لا رب دونه ... ويرضى بإلحاح السؤال من العبد

فيا خالقى عطفا على ورحمة ... تعود (٤) بها من لا يعيد ولا يبدى

وفاته: قال في درة الحجال كان حيا في غالب الظن سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وكانت وفاته بمكناس وقبره بمسجد الشجرة معروف كما في الروض الهتون.


١٨٦ - من مصادر ترجمته: درة الحجال ٢/ ١٠٨.
(١) درة الحجال ٢/ ١٠٨.
(٢) في المطبوع: "ولم يجدهم مدحى" والمثبت رواية درة الحجال".
(٣) في المطبوع: "وخار" والمثبت من درة الحجال.
(٤) في المطبوع: "تقود" والمثبت من درة الحجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>