أما بعد: أخى، اعلم أنه أتانا الأمر الشريف على توجيه حامله مؤدب أولاد سيدى، وننظر من يستخلفه، فنظرنا فقيها أسأل عنه الحامل، فجلس مع سادتنا الشرفاء أياما وحامله معه وله نصيب من العلم الشريف، وفى غاية ما يكون من الوقوف والحامل قد ظهر لنا أن جلوسه بداره أولى، لأنه قد فتح عينيه ولم تبق عليه حرمة مع سادتنا الشرفاء، وهذا المؤدب الذى عملنا اليوم من عادته العزلة على الناس، وله حظ من العقل والمروءة، ونحن نحب أولاد سيدى يجتمع فيهم ما لم يجتمع في غيرهم من كل شيء شيء، فنطلب الله أن يكمل غرض مولانا في نجله الشريف آمين، وعلى المحبة وخالص المودة، بارك الله لنا فيك وطالب لدعائكم والسلام في ٢٢ جمادى الثانية عام ١٢٥٤" ثم الختم نقشه: (عبد السلام السلوى لطف الله به).
ونص كتاب آخر كتبه السلطان لولده مولاى العباس باتخاذ فقيه بدل المتوفى:
"ولدنا الأبر الأرضى، مولاى العباس أصلحك الله ورضى عنك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد بلغنا أن الفقيه السيد مبارك الفيلالى صار إلى عفو الله، ولقد كان نعم الرجل تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته، فلابد انظر للشرفاء أصلحهم الله طالبا خيرا يكون على قدمه، ويكون يطلع لقراءتهم ويقبض ما كان يقبضه السيد مبارك والسلام في ٤ ربيع الثانى عام ١٤٧٤".
[بعض ما قيل فيه من المديح]
من ذلك قول الرئيس العلامة الوزير أبى عبد الله محمد بن إدريس الكبير العمراوى: