وفاته: توفى ببلده راوية زرهون تاسع عشر شعبان عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن بالظهير خارج الزاوية.
٣٨٤ - المؤذن الكاتب.
من بنى المؤذن السجلماسيين.
حاله: فقيه نبيه، كاتب مؤرخ نسابة، ثقة ثبت، مطلع محاضر لوذعى، لبيب نقاد، ناظم ناثر، يحسن الإنشاء والترسيل، بديع الخط، ممتع المجالسة، سريع الجواب مع إصابة المرمى فيه، عين لمخدومه السلطان الأعظم سيدنا الجد الأكبر مولانا إسماعيل يوصل إليه من أخبار الرعية ما تظافر غيره على كتمانه عنه، ويفرغ ذلك في قوالب لطيفة خيالية مضحكة، لا يعقلها إلَّا العالمون.
كان في أول أمره ينسخ الكتب للسلطان مولانا الرشيد بن الشريف المترجم سابقاً، وذلك سبب اتصاله به إذ أعجبه حسن خطه، ولما أَحضر بين يديه بعد أن طلبه لخدمته وقعت له به غبطة، وحصلت له لديه مكانه مكينة، لما رأى من نباهته وتيقظه ورجحان عقله وحسن سياسته ودهائه، فصار من أخص ندمائه، يمازحه ويضحكه بما لم يقدر أحد لأنَّ ينطق به بين يديه، ويخصه بسره ويشاوره في مهمات الأمور، ويعمل بإرشاداته الصائبة المحمودة العقبى، ولم يزل المترجم ملازماً لخدمة السلطان المولى الرشيد إلى أن ليس داعى مولاه، فخدم بعده المولى أحمد بن محرز، إلى أن قتل بسوس، ثم خدم السلطان مولانا إسماعيل فقربه واصطفاه أنيساً وجليساً.