فروعه، وقال للشهود: اشهدوا على بهذا فبهت القاضى وخاف العلماء على الشريف المتكلم من حصول الإذاية له وانفض المجلس.
ولما بلغ المترجم تفصيل ما راج أمضى حكم الشريف وأكرمه، وعزل القاضى وفلسه وأعطى للمولى عبد الله المذكور جنانا من أملاك القاضى فلم يقبله وكتب للمترجم كتابا يقول فيه: أما ما فعله أمير المؤمنين من حيازة ماله فعين الصواب وحيازته لبيت المال فهو موافق لنصوص أهل العلم كما في ابن سلمون والحطاب وغيرهما، وأما الجنان فعبد الله غريب الدار يكفيه جامع المواسين، ثم بعد أن سرح القاضى استأذن المترجم في التوجه لأداء فريضة الحج فساعده ووصله بألف ريال خمسة آلاف فرنك، وبعد رجوعه من الحجار ولاه القضاء وشرك معه غيره، ولم يعد لحاله الأول إلى أن مات؛ وعزل القاضى أبا محمد عبد القادر بو خريص وولى يوسف بو عنان في قضية مثل هذه؛ وأما قضاة المدن والقبائل والقرى فكان في كل سنة يعزل واحدا منهم إلى أن اجتمع ببابه نحو العشرين هـ بتصرف.
* * *
[نصيحته للأمة]
ومن ذلك نصحه للعمال والعامة وتحذيره لهم من الخروج عن مناهج الشرع في دينهم ودنياهم، وقفت له في ذلك على رسالة فاخرة؛ وبإيراد نصوص الكتاب والسنة في كل مهم عاطرة؛ ودونك نصها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
وبعد: فقد قال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)} [سورة النحل ٩٠]