للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاس رضى الله عنه، وألقى القبض على أولاد عديل وأودعهم السجن في مال لأبيه وله عليهم كانوا استسلفوه.

وفى يوم الاثنين تاسع رمضان نهض من مكناسة ووجهته مراكش، ولما حل بها قدم عليه أعيان مسفيوة بمائة وخمسين فارسا فقتلهم كلهم واستأصل أموالهم، إذ كانوا بلغوا الغاية القصوى في التمرد والبغى من عهد أبيه ولم يقلعوا عن ذلك، وقد طال ما عالج داءهم وهو خليفة فلم ينفع فيه ترياق، انظر الترجمان المعرب.

ثم نهض من مراكش لمكناس فأغار في طريقه على آيت سيبر من زمور، فنهب حللهم وماشيتهم ومزقهم كل ممزق.

ولما حل بمكناس أصدر أوامره للقبائل بدفع المرتب بذممهم من الزكوات والأعشار أحواز فاس يدفعون للمكلفين بخزائنها، وأحواز مكناس يدفعون للمكلفين بخزائنها كذلك ثم نهض لفاس.

وفى العام ثار أحمد الخضر بالصحراء وأوقد نيران الفتن بها، فوجه المترجم لعرب تلك الناحية في شأنه فقتلوه ووجهوا له برأسه، وفيه بعث من الرباط الرئيس الحاج التهامى المدور سفيرًا لبلاد السويد، والرئيس العربى المستيرى سفيرا لبلاد الإنجليز على ما يأتى في بابه.

وفى عام ثمانية وسبعين ومائة وألف كان أسطول المترجم يتردد بين أكناف البحار ويجوس خلال الثغور الأجنبية فيقتنص مراكب الأجناس الأجانب إذ كانت المهادنة غير مقررة تماما، وكان من جملة ما غنم الأسطول المغربى أسطولا فرنسيا، ثم ورد مركب فرنسى على مرسى سلا والرباط وأطلق عليهما قنابله وذلك يوم الجمعة حادى عشر ذى الحجة، فخرج أهل الثغرين لظاهر البلد والأجنة بأولادهم

<<  <  ج: ص:  >  >>