للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحال أن بيت هذا الأمير تحتوى على فراش منامه وموضع جلوسه وأمامه مائدة عليها دواة وقراطيس وأرائك لجلوس من يأتيه لا غير.

قال: واتفق أن يوم قدوم هذا الشريف الشيخ على الباهى بحلق الوادى فقال للكاهية: عجل بإرسال الشوانى لنزول الشريف فورا، فقال له نتوقف في ذلك على إذن خاص من الباى، فقال له: أنا رسوله إليك في هذا الشأن وأتى الشيخ الباهى إلى الباى بباردو -وكان مقربا عنده- فقال له: إنِّي افتت عليك في أمر يزيدك فخرًا، وقص عليه الخبر، فقال له: اشكر الله حيث لم يكن الأمر بالعكس، فشكر صنعه وعظم مقدم الشريف وأكرم نزله ورتب له جراية كجراية أخيه، وعين له منزلا، وبقى بتونس معظما مكرما مرموقا بما يجب لمقامه الدينى والدنيوى، وتزوج عقيلة من بيت الشيخ القصرى أولدها ولدًا وتوفى صغيرًا.

قال: وله في الإيثار والسماحة أخبار، ثم اعتراه في آخر عمره جذب احتقر به مقام السلطان والدنيا القليل متاعها الفانى، فكان يأخذ من الأغنياء ويناول الفقراء، إلى أن لبى ربه للدار الآخرة، بهذه الحالة الفاخرة.

وفاته: قال ابن أبي الضياف: إنه تُوفِّي في منتصف جمادى الثَّانية من عام خمسين ومائتين وألف، ودفن بزاوية سيدي على عزور، بالحاضرة بموكب شهده الديوان والأعيان كجنائز ملوك الحاضر رحمه الله.

٣٦٨ - مسعود الموقت ابن العلامة المشارك أبي محمَّد عبد القادر الطليطى الأَنْدلسيّ.

الفاسى دارًا نزيل مكناس وموقت جامع قصبتها السلطانية.

حالة: خير دين فاضل، نزيه وجيه له الباع الطَّويل العريض في التوقيت،


٣٦٨ - من مصادر ترجمته: نشر المثاني في الموسوعة ٥/ ١٨٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>