حاله: علامة مفت، ثبت محقق مدقق، شعلة ذكاء ونباهة، سريع الإدراك، جيد الفهم، متوقد القريحة، له المشاركة الكاملة في فنون العلوم عقليها ونقليها كالمنطق والبيان والمعانى، مع غزارة المادة في الفروع، والتفوق على معاصريه في علوم العربية والسير والأخبار ونوادر الزمان، لوذعى أريحى، مهذب حسن الأخلاق جميل المعاشرة، ذو مروءة وفضل ونبل وورع، وطهارة ذيل، وكرم نفس، وصدق لهجة، مقبل على شأنه مهتبل بأمور المنحاشين إليه.
حدثنى من وثقت بحديثه أن الحاج عبد السلام النساخ حدثه وهو ثقة ثبت أنه حج عام ١٢٨ في رفقة جماعة من الأعلام منهم والد المترجم السيد محمد المسفيوى، فكان من قدر الله أن مات الوالد المذكور، ولما حضرته الوفاة أوصى العلامة السيد محمد بن الفضيل المراكشى المتوفى عام ١٣٠٦ بأن يتولى أمر متروكه حتى يسلمه لأهله، فتولاه وفق ما طلبه منه، فاستسلف من برفقتهم ما خلف من المال، ولما رجعوا لمراكش وسلموا المتخلف لصاحب الترجمة ولد الهالك امتنع من قبض ذلك وسامحهم فيه، معتذرا بأن والده كان متوليا خطة القضاء ببلده مسفيوة، فربما تكون به شبهة، كذا أَخبرنى الفقيه العلامة الثبت الحاج محمد بن كبور قائلا حدثه بذلك الحاج عبد السلام المذكور رفيقا وهو من جملة من استسلف.
رحل من بلده مراكش في طلب العلم لفاس عام أربعة وستين ومائتين وألف، ولازم الأخذ عن جهابذة أعلامها بمزيد اعتناء وجد واجتهاد إلى أن برع، ومن قاموس المعارف التيار كرع، ولم يزل في رقى وإجلال، معمرا أوقاته بما يرضى ذا الجلال.
٥١٩ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٨/ ٢٨١٥.