أما بَعْدَ حَمْدِ الله الدائم البقاء، الذى لا يلحقه الفناء، فقد وصل لحضرتنا الشريفة كتابكم المنبئ بما أثر في الخواطر، ووقع موقعا في القلوب والضمائر، من ارتحال ولد أخيكم بريسبى مملكة بودين ولد الجناب السلطانى لى كنط والكنطيس دى فلندرت من هذه الدار الفانية، وانتقاله إلى الدار الباقية، وشربه كأس المنية، الذى تذوقه جميع البرية، في التاريخ الذى بينتم وإعلامكم بذلك عالى جنابنا، لما ثبت لديكم من محبتنا، فلم تأخذوا من مصابه إلا حظكم، ومن الأسف عليه إلا نصيبكم، لأنكم أحباؤنا، فما يسركم يسرنا، وما يكدركم يكدرنا، وليخفف عنكم ما حدث من رزئه كون هذه الحياة السارية في الجسوم، إنما هى مستعارة لا تدوم، وتنقضى لأجل معلوم، فلا حدث حادث بعد هذا بناحيتكم، ودامت السلامة من كل آفة لساحتكم، ولا زالت دولتكم بعين الاعتبار ملحوظة، ولا برحت عهود المحبة بيننا وبينكم محفوظة، وختم في ٢٨ من ذى القعدة عام ١٣٠٨".
[مع البابا]
وأوفد على رئيس أساقفة النصرانية وحبرهم الأعظم البابا ليون الثالث عشر، سفارة يرؤسها القائد عبد الصادق الريفى، وفى معيته العلامة أبو العباس أحمد السكردودى أحد أعيان كتاب الحضرة الشريفة، وبرفقتهما "البدرى خوسى لرجونادى" الراهب الإسبانى بقصد تهنئته بعيده الخمسينى، وإليك نص الظهير الصادر في ذلك بعد البسملة والحوقلة والاستفتاح.
"إلى المحب المعظم، المحترم المفخم، رئيس أساقفة الملة النصرانية الجالس على كرسى الحوارية، لقضاء الدعاوى الدينية، الذى اشتهر علمه وانتشر، البابا ليون الثالث عشر.
أما بعد حَمْدِ الله الذى لا إله إلا هو العلى العظيم، فمن المعلوم عند الناس، والخاص والعام من الأجناس، أن أسلافنا المقدسين ملوك المغرب كان بينهم