[١١٧ - التهامى بن عبد القادر المركشى المدعو بابن الحداد المكناسى النشأة والدار والإقبار.]
حاله فقيه أستاذ مجود علام بقراءة السبع انتخبه السلطان المولى الحسن لتأديب إخوته بالحضرة المكناسية ثم رشحه لتأديب أولاده ووجهه معهم لبلاد أحمر بالقصبة الإسماعلية، ثم عينه السلطان المولى عبد العزيز لتعليم شقيقه الخليفة السلطانى الحالى بفاس سيدى محمد المهدى، فاستوطن فاسا لذلك مدة أعوام ثم رشحه السلطان المولى عبد الحفيظ لقضاء فاس الجديد إلى أن أعفى منه بطلب منه، وقلما باشر الأحكام بنفسه، وإنما كان له نائب وهو العلامة السيد محمد بن عبد القادر بن سودة يباشر الأحكام غالبا ويخاطب على الرسوم، ورحل إلى حج بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وذلك عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، ودخل مصر وجرت له من ابن عمنا وشيخنا قاضى مكناسة الحالى العلامة ابن العباس بن المأمون البلغيثى قضايا عجيبة في هذه الرحلة، منها أنه أى المترجم ندبه إلى زيارة أبى طالب وأكثر الإلحاح في ذلك فقال له إنى لا أزور كافرًا فأجابه بأن الإجماع منعقد على إيمان أبى طالب، وإنما الخلاف في أبى لهب.
ومنها أنه ذهب لدار أبى سفيان فلما دخلها ابتهج ابتهاجا زائدًا وصار يقول اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد فقيل له في ذلك فقال لأنا آمنا لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال من دخل دار أبى سفيان فهو آمن وقد هجاه شيخنا المذكور بقصائد وقطع من ذلك قوله:
رمانى ابن حداد بجهل ديانتى ... بمحفل علم بين قوم أفاضل
فلما استبين الفدم عن وجه جهلها ... بدا أنه غمر وأجهل جاهل
عجبت ولكن لا تعجب من فتى ... يرى العلم جهلا والبذا في الأفاضل