ولادته: ولد بمدينة وليلى يوم الاثنين ثالث رجب الفرد سنة سبع وسبعين -بتقديم الموحدة على العين فيهما- ومائة وقيل سنة خمس وسبعين والخلاف في ولادته مبنى على الخلاف السابق في وفاة أبيه إذ لا خلاف أن أباه تركه حملا وأن مدة حمله لم تتجاور القدر المعتاد.
وفاته: توفى سنة ثلاث عشرة ومائتين وهو ابن ست وثلاثين سنة وقيل توفى ليلة اثنى عشر من جمادى الأخيرة عام ثلاثة عشر ومائتين وسنه ثمان وثلاثون سنة وسبب وفاته أنه أكل عنبا فشرق بحبة منه فمات من حينه ودفن حيث قبره الآن من الحضرة الفاسية.
٨٩ - إدريس بن السلطان العادل المولى سليمان بن السلطان سيدى محمد ابن السلطان المولى عبد الله بن فخر ملوك سلاطين المغرب المولى إسماعيل.
حاله: فقيه علامة عامل مطلع له في الحديث القدم الراسخ، وفيه وفى غيره من سائر الفنون اليد الطولى، ناسك ذاكر، ذو هيبة ووقار، وجلالة في أعين الخواص والعوام، ذو أخلاق جميلة، وأفعال حميدة، وسجايا كريمة، واسطة عقد الصدور كثير التلاوة والأذكار. وكان يدرس العلوم بداره ومن عادته أنه يحضر أوانى الأتاى (١) وقت درسه وإذا رأى من الطلبة مللا أو سوء فهم أمر خادمه بمناولتهم كئوس الأتاى حتى تتشحذ أذهانهم وينتفى مللهم، ثم يعود للدرس وكان يطيل دروسه.
مشيخته: أخذ عن والده "الورد الناصرى" و"دلائل الخيرات" بما معه من الأحزاب، وهو أخذه عن والده السلطان سيدى محمد بن عبد الله بمكناسة الزيتون عام ستة وتسعين ومائة وألف، وناوله إياه بالمسجد الأزهر المعروف اليوم بجامع
(١) في تذكرة المحسنين في الموسوعة ٧/ ٢٤٤٣ ترجمة: محمد بن عبد الله العلوى ت سنة ١٢٠٤ هـ: "وفى أيامه أظهر الله بالمغرب عُشبَةَ الأتاى المشروب بسائر أقطاره، وهو من خصائص صاحب الترجمة وأثره ... ".