ثم وجه المترجم بعد هذه السفارة سفارة ثانية لفرنسا يرأسها القائد عبد المالك ابن على السعيدى خليفة باشا طنجة وباشا آصيلا استقلالا أولا ووجدة ثانيا، وكانت سفارته في ربيع الثانى عام اثنين وثلاثمائة وألف، ورئيس الجمهورية إذ ذاك المسيو اكريفى وبتاريخ عشرى شعبان العام، وشفعه بالعلامة المدرس أحد أعيان كتاب الحضرة السلطانية السيد عبد الواحد بن المواز.
وإليك نص بعض ظهائر هذه السفارة ويوجد جميعها بمكتبتنا:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين وهو: الحسن بن محمد الله وليه ومولاه، أيد الله نصره ووالى سعده الدائم، ونشر على البشر شعاع شموس عزه القائم إلى المودود الحبوب الملحوظ منا بملاحظ الحظوة والإكبار، والملموح لدينا بملامح العناية والاعتبار، المميز بمزيد السبق في ميادين السياسة، الحائز التصدير والتبريز في ديوان الرياسة، الحامل الراية بين أولى التدبير بالأولوية، كبير جمهور الدولة المحبة الفرنساوية، المخصوصة بكل فخامة وضخامة بطريق الأحروية، الأمير الجامع لكل فخار تليدى وطريفى. المعتبر المعتمد المعظم المحترم اكريفى.
أما بعد حمدا لله الذى لا إله إلا هو، فالداعى لتحرير هذا المسطور الكريم إليكم، ولإيفاد خديمنا الأرضى الأصلح الأحظى الأنصح، القائد عبد المالك السعيدى سفيراً لديكم، هو تشييد مبانى المحبة التي لا تزداد بحول الله على طول الآباد، وتعاقب المدة إلا صفاء ونقاء وجدة.