وقد انتقينا الخديم المذكور من أولى الصدق والجدة والنصيحة والنجدة، وأذكى أقرانه، وأمثل أهل زمانه، وحملناه ما يوصله لفكرتكم النقادة، وقريحتكم الوقادة، مما لدينا من التحفظ على ما يديم بين الدولتين العظيمتين حسن المعاملة، وصدق المصارفة والمكارمة، لكونه أعرف بذلك من غيره وباشر أموراً أطلعته على نجوى ذلك وسره، حيث كان واسطه بين الإيالتين مخصصا عندنا هناكم بالكلام في أمور الجهتين، إذ ليس من رأى كمن سمع، وليس الخبر كالعيان كما هو مقرر في الأذهان، وأملينا عليه ما يشافهكم به نيابة عن جانبنا العالى بالله من المجازاة بالسنة الشكر، وثنايا الثناء وأفواه التفويق والتنويه على ما ظهر منكم لجانبنا العالى بالله، من الاعتناء وصدق الوداد، وحسن الحال وجميل الاعتقاد.
وشفعناه بكاتب حضرتنا الشريفة الأرضى الفقيه العالم المدرس الطالب عبد الواحد بن المواز ردءاً لأمره وتحسينا لوجه سفارته وشاداً لأزره، مختارا من كتاب حضرتنا العلية ومن على أركانها السنية.
وإنا لعلى يقين من أنكم تقابلون السفير المذكور ومن معه من الوفد المشكور، بغاية القبول في الورود والصدور، جريا على عادتكم الحسناء المشهودة، وسجاياكم المليحة السليمة المعلومة المعهودة، ومن أنكم تصدقونه في جميع ما يقوله لكم عن مقامنا العالى بالله من خلوص الطوية، وصفاء المصافاة بالنية، وكل ما يزيد في كمال الاتصال تأكيداً وقوة، وفى مواد التواد نتيجة منتظرة وثمرة مرجوة، من كل فائدة تكون سببا لاسترسال خير الإيالتين الكبيرتين، "وعمدة في حصول النفع بين الدولتين العظيمتين، كما كان ذلك مع من تقدم من قبل من الجانبين.
وأرجو الله أن يكون الآن أكثر، وأنمى وأشهر، وقد دلت عليه قرائن وأمارات، ولاحت له آثار وعلامات، إذا خير الخلف من قام مقام السلف وتبع