وبحرياته مرتب ثلاثة أشهر سيان غائبهم والحاضر، أما الصلات والصدقات فكان يعطى ذلك من ماله الخاص به، لا من بيوت الأموال.
وفى سنة أربع وسبعين ومائة وألف أمر بإنشاء السفينة الكبيرة من طبقتين وأنفق عليها أموالا كثيرة نحو الأربعين قنطارا من الذهب وكان إنشاء هذه السفينة بسلا، وكانت تحت رياسة سالم.
وفى سنة واحد وثمانين ومائة وألف قدم عليه من القسطنطينية عبد الكريم راغون التطوانى، وفى معيته استرسالية من المعلمين الاختصاصيين العارفين بإنشاء الأساطيل وصب المدافع وعمل القنابل والمجيدين في الرماية وفنون الحرب، وكانت أول بعثة وردت من القسطنطينية بعد السعديين.
ولما وصلوا للحضرة فاوضهم في إنشاء دار صناعة الأساطيل فرسموا خريطتها وبينوا شكلها وأسلوبها وما يلزمها من النفقة الباهضة وطول المدة، فأعرض عنها واستخدمهم في شئون أخرى، فوجه بعضهم للرباط لبناء المراكب الكبرى، وآخرين لتطاوين لصب القنابل الضخمة، وآخرين لتعليم رماية المدافع بالمدن المهمة، فأفادوا ما شاء الله أن يفيدوا، وكانوا ثلاثين من صناديد الترك أقاموا بالمغرب إلى أن توفى المترجم فسح الله له في عدنه.
وقد ترجم القنصل الدنماركى هوست الذى كان بآسفى على عهد المترجم في كتابه للأسطول المغربى في سنة ١٧٦٦ مسيحية (١١٧٩ هجرية)، وذكر السفن الموجودة بمرسى سلا أسماءها ورياسها وعدد بحريتها ومحمولها من المدافع وغيرها فمن ذلك:
[السفينة الأولى]
وهى فركاطة ذات طبقتين عليا وسفلى، في كل طبقة صفان من المدافع النحاسية، وكانت هذه السفينة في الأصل لأهل العدوتين صنعوها من بقية