للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد وفاة السلطان تنازل عن خطة الكتابة ورجع لوطنه مكناسة، وتصدى لتعاطى خطة الشهادة بسماط العدول إلى أن لبى داعى مولاه.

وفاه: توفى رحمه الله في سابع جمادى الثانية عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، ودفن بضريح سيدى غريب من حومة الأنوار بمحروسة مكناسة.

٣١٣ - محمد أبو عبد الملك بن زيدان.

ابن جد العائلة المالكة الأعلى المولى إسماعيل السلطان الأعظم الطائر الصيت في المشرقين والمغربين.

حاله: فقيه خير دين ناسك، متواضع كريم الأخلاق، ذاكر قال لكتاب الله له معرفة كافية بالفقه والعربية، ومزيد تثبت، لا يرى نفسه شيئًا ولا تهمه زهرة الحياة الدنيا، راض بما قسم له، كان يؤدب الصبيان في آخر عمره، وعليه حفظت القرآن وجودته، تخرج على يده عدة من حملته، وكان له خط بارع، ومعرفة بالرسم والتجويد.

والله ما خرج من الدنيا حتَّى كاشفنى بأمور جاءت بعد وفاته وفق ما أخبر، من ذلك أنَّه ورى لى محذرا إياى من بعض أبناء العم، وقال لى ما معناه: ما لى ولفلان عينه لى مهما أغمضت عينى في هذه الليلة يقف أمامى يريد كيت وكيت ثم يأخذه رحمه الله مثل السنة ثم يستيقظ يكرر مقالته.

ومن ذلك أنَّه وَرى لى بانقضاء أجله، وأنه يموت صبيحته قائلا جاءنى الآن الشيخ فلان رجل صالح عين لى اسمه وناولنى مفاتيح وشيئًا آخر وقال لى: خذ أجرك فقد تم بناء دارك.

ومن ذلك أنَّه حدثني بتشاجر عظيم بين رجلين كانا على قلب واحد إذ ذاك


٣١٣ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٨/ ٢٨٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>