حاله: فقيه أديب، له مشاركة في فنون، مدرس مجود، شاعر مفلق، انتدبه بعض الفاسيين لإقراء أبنائه القرآن العظيم، فأسعف رغبته وانتقل معه لفاس، وأخذ عن جهابذتها النقاد، حتى انفتح له باب تحصيل العلوم العقلية والنقلية، وبرع وتصدر للإفادة في القرويين وغيرها، ثم رشح من انتدبه لإقراء أولاده لوظيف بثغر طنجة، فرحل في معيته وأقبل على بث العلم ونشره، وتعاطى خطة الإشهاد، فكان من المبرزين بطنجة، لقيته بها عند وجهتى لأداء فريضة الحج عام واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف ناشرًا للعلم مفيدا، وطالعا في سماء النجابة والنزاهة بَدْرًا سعيدا، ولم يزل جميل السيرة، محمود السريرة، إلى أن لبى داعى مولاه.
مشيخته: أخذ عن السيد فضول السوسى، والسيد فضول بن عزور والسيد محمد القصرى، والسيد محمد بن عبد السلام الطاهرى، والسيد محمد بن الحسين العرائشى، والسيد أحمد بن الخياط الزكارى، والسيد أحمد بن الجيلانى الفيلالى، والسيد الفاطمى الشرادى، والشريف مولاى أحمد البلغيثى، وأبى محمد عبد السلام الهوارى المتوفى سنة ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، والحاج محمد فتحا جنون يدعى جنيون مصغرا المتوفى عشية يوم الجمعة ثامن عشرى شعبان عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف وغيرهم من الأعلام.
شعره: من ذلك قوله مجيبا صاحبنا الفقيه العلامة الأديب السيد محمد فتحا ابن عبد الكبير بن الحاج السلمى الفاسى: