العبيد لما هجموا عليه ليقتلوه بعد ما أفطر وجدوا المصحف بين يديه، وأنهم بمجرد الفراغ من قتله حملوه ليلا إلى مقبرة الشيخ محمد بن عيسى فدفنوه بها ليلا، وأن خلافته دامت ستة أشهر هـ.
وقد وقفت في بعض التقاييد أن المترجم لما خنق غسل بمَيْضَأَة جامع الزيتون بالماء البارد.
اعتباره لمن يشار له بخير: وقد عثرت له على ظهير أصدره لسيدى أحمد بن الطاهر الخطاب يتضمن الإنعام عليه بما سيذكر، ونص ذلك من أصله بعد الحمدلة والصلاة والطابع نقش داخله:(عبد الملك بن أمير المؤمنين الله وليهُ ومولاه) وبدائرته: ومن تكن برسول الله البيت:
"عن أمر عبد الله المعتصم بالله، المفوض أمره إلى خالقه ومولاه، أمير المؤمنين، وناصر الدين، المجاهد في سبيل رب العالمين، الشريف الحسنى أيده الله بعزيز نصره وأمده بتوفيقه وتسديده وشمر له أسباب الفتح المبين بمنه، يستقر هذا الظهير الكريم، المتلقى بالإجلال والتعظيم، أسماه الله وأعز أمره، وخلد في الصالحات ذكره، وأشرق في سماء المعالى شمسه المنيرة وبدره، آمين بيد حامله المرابط الخير البركة الدين الولى الصالح أبى العباس سيدى أحمد ابن سيدى الطاهر الملقب بالخطاب أحد حفدة الولى الصالح والقطب الواضح سيدى عمر الخطاب، نفعنا الله به وسقانا من بحر مدده، يتعرف من يقف عليه بحول الله وقوته، وشامل يمنه وبركته، أنا أعطيناه ديار أولاد بن لمو كافة وديار أولاد بن قدمير كافة.
فأولاد بن لمو المكرم محمد وولد أخيه المكرم إبراهيم اللذان كانا بمدشر بنى مرعاز، وكذا كل من قطن واشتمل عليه مدشر خيبر وما حوله ممن هو محسوب على الولى الصالح ذى السر اللائح، وفوضنا له في هذا التفويض التام، المطلق العام، منه إليهم في زكاتهم وأعشارهم وسائر وظائفهم المخزنية والمغارم السلطانية