وأولاده بالمدينة المنورة غاية في المسكنة والصمت، لا يتكلم إلا في علم أو ذكر، ولا يعلم سوى التعديل والتوقيت والحساب والكيميا، والغالب الأول، كان شديد النصيحة في التعليم، سافرت من فاس لأجله بمكناس فقعدت فيها شهرين في دار ساداتنا الكرماء العلماء دار العلم والولاية والكرم سيدى بصرى نفعنا الله به، وقرأت عليه المنهاج لابن البنا في التعديل إلا قليلا بلا مطالعة منه.
ثم تلاقينا بشيخنا الشريف المذكور المكناسى بالمدينة أيام مجاورتنا بها، فوجدته ملازما للمسجد لا يخرج منه إلا لحاجة، لا يعرف ولا يخالط أحدًا في غير علم، فقرأت عليه شيئًا من ذلك أيضًا وأخذنى لبيته وأكرمنى وأعطانى تقويم كسوف بعمل يده في قطعة كاغد بعمل المنهاج وغريتم يتحير الماهر فيه، وأتقنه رضي الله عنه كل الإتقان، ربما يبقى غيره في استخراجه نحو شهر فأخذته لمكة، وأطلعت عليه تلامذتنا الشرفاء الذين قرأنا معهم التعديل باللمعة فتعجبوا من ذلك ووضعه ورصدوا وقت الكسوف كما هو مؤرخ في القطعة المذكورة فصادف الوقت واليوم وصلَّينا مع أهل مكة صلاة الكسوف عقب صلاة الظهر بالخطبة. هـ من خط من نقل من خط التادلى مباشرة، وكذلك عدة من شيوخ أبي إسحاق المذكور تلميذه العلامة الشريف الربانى سيدى محمد بن الحسنى الرباطى فيما كتبه بكناشته ترجمة لشيخه أبي إسحاق رحم الله الجميع.
الآخذون عنه: منهم أبو إسحاق التادلى وناهيك به.
٣٠٠ - محمد الزهنى الزرهونى.
من أهل زاوية مولانا إدريس الأكبر.
حاله: فقيه عدل رضى من وجوه أعيان عدول الزاوية، تولى نيابة القضاء بها عن قاضى وقته.