للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يعزب عن علمك أن مولانا إدريس ممن جاء بعد ابن نصير وأنه وجد قبائله أى المغرب ذات عقائد زائغة، وبدع فاشية، وأن استقرار الإسلام فيهم إلى الحين الحالى إنما هو على يد هذا الفاتح الأعظم، الذى هو أول قادم من آل البيت المطهرين من الرجس تطهيرا لقطرنا المغربى، وذلك فضل عظيم يعظم به مجده، ويطول به باعه، والمرء في ميزانه اتباعه.

وهو من تابعى التابعين على الصحيح وقيل من التابعين وعليه جرى بعض قدماء العلماء الذين مدحوه حيث قال:

زرهون أشرف ما في الأرض من بقع ... إذ فيه قبر عظيم من ذوى الكرم

وذاك قبر الإمام التابعى الذى ... من آل بيت الرسول سيد الأمم

إدريس أفضل خلق الله فيه إذا ... وهو الإمام لهم في الحشر والعلم

وضرب السكة بتدغة عام أربعة وسبعين ومائة نقش في وسط وجه منها لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وبدائرته باسم الله ضرب هذا الدرهم بتدغة سنة


= وبر الوالدين لكم أكيد ... لتربية لنا قبل الفطام
ذروا كل القبائح والدنايا ... وأخلاق قباح من لئام
ككبر أو كعجب أو ككذب ... وبهتان وإكثار كلام
وحقد غيبة حسد وهجر ... وتطبيع الزمان من المنام
فإن الوقت فينا سيف قطع ... فإن لم تقطع جاء بالفصام
دعوا فخرا بما يفنى ويبلى ... ولا يبقى جديدا كل عام
فليس الفخر إلا لذى علوم ... فقيمته به بين الأنام
فجدوا في العلوم بلا توان ... ولا ضجر كفعل المستهام
وليس العلم سهلا دون كد ... وليس ينال إلا لذى دوام
وإنا نسأل المولى حظوظا ... توافينا على طرف الثمام
ونسأله السلامة كل حين ... وتوفيقا إلى حسن الختام

<<  <  ج: ص:  >  >>