للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها سل عطف الرجال السبعة ... ذوي الِكمال والسنار والرفعة

فمن هنا ببرهم نرتحل ... وتحت راية الإمام ندخل

بحفظ ربنا لمراكشة ... في ذمة الأمان والسلامة

فنسال الله دوام النصر ... لملك الأمر إمام العصر

ثم الإياب معه لفاس ... بكرم الشيخ أبى العباس

وبمراكش أقام حفلة عيد المولد وفق المعتاد من سلفه ذوى المفاخر العلية والمواهب السنية واقتداء بمن سن ذلك من أئمة الإسلام وحملة الشريعة في المشارق والمغارب.

وذلك وان لم يكن في القرون الثلاثة، وإنما حدث بعد، فلا ريب أنه من أحسن ما ابتاع وأجمله، إذ كان مصونا مما حذر الشارع منه.

قال الحافظ أبو الخير السخاوى في فتاويه: عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الماضية، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده عليه الصلاة السلام بعمل الولائم النفيسة ويتصدقون في لياليه بانواع الصدقات ويظهرون السرور ويعتنون بإقامة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. انتهى.

وقال الشامى: وأول من أحدث ذلك من الملوك صاحب إربل من أرض العراق الملك المظفر أبو سعيد كو كبورى، كان يحتفل به احتفالا هائلا ويصرف عليه كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، وقد عد العلماء له من المآثر العظيمة ذلك وغيره، وأثنى عليه جماعة من العلماء منهم الحافظ أبو شامة شيخ النووى.

<<  <  ج: ص:  >  >>