وكان هو ووالده وإخوته مماليك لمولانا السلطان العادل رحمه الله أعطاهم له والده سيدنا محمَّد رحمه الله فنشأ الوزير المترجم في كفالته، وتخلق بأخلاقه من زمن الصبا إلى مماته، وكانت حياته مقرونة بسعادة السلطان العادل، فإنه من يوم قتل رحمه الله انتثر نظام مملكته واختلت أسبابها فلم تزل في اضمحلال حتى انطفأ سراجها.
وكان قتله عبيد البخاري ظلما وعدوانا بعد رجوع السلطان من وقعة زيان. وكان السلطان بعد قتله يقول في كثير من الأمور: لو كان أحمد حيا ما وقع هذا ولكان هذا. انتهى الغرض. وبالجملة فترجمة الرجل طويلة الذيل، ومحامده بعيده النيل.
وفاته: توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف ضربه عبيد البخاري برصاصة بغابة حمرية ودفن يمين الخارج على باب أبي العمائر، ولا زال على قبره إلى الآن بناء كان أحدثه بعض حفدته رحمه الله.
[٧١ - أبو العباس أحمد بن الطاهر بادو.]
المكناسي النشأة والدار والوفاة.
حاله: صالح فاضل صوفي سني ناسك ذاكر متبتل منحاش لأهل الله محب في الصالحين، معتقد في أهل الفضل والدين، لا تأخذه في الله لومة لائم، كانت له وجاهة ومكانة قعساء عند سيدنا الجد السلطان أبي زيد بن هشام محمول لديه على الصدق والأمانة، يرشحه للمهمات ويفوض له في الأمور ذات البال وبالأخص فيما يرجع للأحباس.
وقفت في الحوالة الحبسية على عدة ظهائر من السلطان المذكور بالموافقة على ما وافق عليه المترجم وإمضاء ما أمضاه، وإيجاب العمل بمقتضاه، من ذلك ظهير