مِثْلِهَا ... (١٠٦)} [البقرة: ١٠٦]، وما آل إليه الأمر نعلمكم به ونشنف آذانكم بما سنح من سره، فإنَّه لكل عمل نتيجة بعد العنوان، والله الولى المستعان، والهادى إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام في ٨ شعبان المبارك عام ١٣٠٣".
وبعد قضاء الوطر من هذه الرحلة نهض من كليميم يوم الأربعاء تاسع عشرى شعبان العام ووجهته عاصمة الجنوب وكان مخيمه بالمطفية المتقدمة الذكر، ولم يزل يظعن ويقيم إلى أن طوى مراحل الإياب في أربعة وثلاثين مرحلة فكانت مدة السير فيها مائة ساعة وأربعة سوائع ونصف، ومدة المقام ست وأربعون يوماً، فجملة أيَّام الإياب ثلاثاً وسبعين مرحلة قطعت في مائتى ساعة وسبع وعشرين ساعة عدا ربع ساعة.
وعليه فجميع أيَّام السَّفر من يوم الخروج من مراكش وهو الخميس الثَّاني عشر من جمادى الثَّانية إلى يوم الحلول بها وهو السبت موفى عشرى قعدة ظعنا وإقامة مائة وستة وخمسون يوماً عنها خمسة أشهر وستة أيَّام لنقص شهرى شوال وذى القعدة.
وفى إيابه من هذه الوجهة أوقع القبض على عتاة هشتوكة وهوارة وذلك يوم الثلاثاء تاسع عشر رمضان وفى يوم الخميس ثامن عشرى رمضان استولى على أمتعة وذخائر أهل البغى والعناد من هوارة.
ثم في يوم السبت متم رمضان حل بتارودانت وبها أقام سنة عيد الفطر، ومكث بها أحد عشر يوماً وفى يوم الثلاثاء سابع عشر شوال أوقع باذاوتنان.
وفى يوم السبت موفى عشرين من ذى القعدة حل بحضرة مراكش عاصمة الجنوب فأقام بها يتفقد الأحوال وينظر في المصالح إلى يوم الاثنين ثامن شعبان عام ١٣٠٤ فنهض منها قاصدًا عاصمة سلفه مكناسة الزيتون وأوقع في طريقه بقبيلة