للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٦١ - عبد السلام بن محمد التازى الرباطى.]

أمين الأمناء، ورد أبوه من فاس للرباط وبها ولد المترجم.

حاله: نشأ بالرباط، وكان في أول أمره ممن يتعاطى التجارة بأروبا، ثم ببلده بعد ذلك، ولما مات أخوه الأكبر السيد محمد التازى سنة ١٣٠٧ - وكان من المحظوظين عند السلطان المولى الحسن لسابق معرفة بينهما إذ كان أمينا بالصويرة والسلطان لا زال مستخلفا من أبيه على بعض الجيوش بسوس- أسند له المولى الحسن خطته التي هى أمانة الأمناء، ووظيفتها الإشراف على أمناء الثغور والأملاك المخزنية، والمستفاد كما أومأنا لذلك في الترجمة الحسنية فسار فيها سيرة حسنة، وحمد عمله فيها، وكان يرافق السلطان كسائر كبار رجال الدولة في تنقلاته يقيم لإقامة ركابه ويظعن بظعنه بين عواصمه الكبرى مراكش وفاس ومكناس، وكان إذا حل مكناسة سكن بروض العلامة مولاى العباس بن السلطان المولى عبد الرحمن ابن هشام آتى الترجمة الواقع بدرب حمام السلطان إسماعيل جوار الدار التي كانت بها سكنى والدى هنالك، وصار بعد مكتبا لقبض الموظف البلدى على الملاك والزراع والمحترفين من الأهالى والأجانب وغير ذلك، وقد كان بين المترجم ووالدى صفاء حب رحم الله الجميع.

ولما توفى السلطان وبويع للمولى عبد العزيز وانقلبت الأحوال بالوزير الجامعى وأخيه، وتولى الوزارة أحمد بن موسى، بقى على وظيفه غير منازع فيه ولا مدافع، واستمر التعاون بينهما على تسيير شئون الدولة، ذاك في صدارته وداخليته، وهذا في مراسيه وماليته، والمسفيوى على عدليته وشكايته، إلى أن توفى الوزير المذكور بمراكش والمترجم مريض بها، فلما أبل من سقمه ورأى أمارات الاختلال وسوء الأحوال؛ وتصدر الإعجاز؛ والتباس الحقيقة بالمجاز؛ فضل


٤٦١ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٨/ ٢٨٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>