فجاورتهم عمرى ومتعت أعينى ... بطلعتهم في غدوتى ومسائيا
فيا أهل فاس خلصوا من نواكم ... وأم حماكم مستهامًا وباكيا
أليس بعار أن ينيخ ببابكم ... بأشجانه عبد فيرجع خاسيا
وما شرف الضرغام إلا ببطشه ... ولا الهندوانى غيران كان ماضيا
وقولوا لمن في أسرنا قد تنافسوا ... فإما يمنوا أو يحوزوا فؤاديا
ألم يكفهم أن قدار أقوام دم امرئ ... خديم الهدى دأبا ولو كان عاصيا
ألم يغلبوا في عالم الله كله ... سواى ولم يلفوا ضعيفا ورائيا
سمعت بأن خافوا على حرارتى ... بلى قصدهم منى عقوقى إلاهيا
على أن لى فيمن قصدت كفاية ... وعهدي بهم والله أسدا ضواريا
وكيف وقد وجهت نحو محمد ... إمام الهدى شكوى تهد الرواسيا
وفاته: توفى في ثامن محرم فاتح عام أربعة وعشرين ومائة وألف بعد أن ألبس البلايا دهرا كما رأيت من شعره ألخ.
٢٣٨ - محمد بن محمد الكاتب القيسى الأندلسى نجارًا، الفاسى منشأ ودارا وقرارا.
حاله: فقيه، نبيه، أمين وجيه نزيه، كان سيدنا الجد المولى إسماعيل برد الله ثراه، جعل له النظر العام والأمانة الكاملة في البناءات السلطانية على اختلاف أنواعها وأجناسها، وله النظر العام في كافة الأحباس الموقوفة على مساجد الحضرة، العلية بالله المكناسية، وكانت له لديه خطوة ومكانة وثقة كاملة به بلغت به أن جعله أمينا على داره العلية، وناظرا على سائر أحباس إيالته الشريفة.