حاله: فقيه صالح ناصح مرشد علامة متبحر، متضلع نقاد، مشارك محقق، متقن حافظ لافظ، زاهد ورع، حجة جدا، واجتهد في قراءة العلم وإقرائه والعمل به، ما شهد قط ولا أفتى ولا تعاطى سببا دنيويا حتى قضى نحبه، قلما تجد أحدا في وقته لم يقرأ عليه، ختم المختصر إقراءً دون قراءته هو على غيره إحدى عشرة مرة، تسع منها بالقطب الدردير، واثنتان بالخرشى، وكان يحفظ لتسهيل وغيره من مطولات الشروح.
حدثني بعض العدول ممن كان يلازم درسه أنه اشترى يوما كتابا في النحو مبتور الأول والآخر لم يدر ما هو، فجاء به إلى شيخه صاحبي الترجمة يسأله عنه، فلما اطلع عليه أخبره أنه تسهيل ابن مالك، وأنه كان يحفظه عن ظهر قلب منذ عصر قديم.
وحدثنى شيخى أبو عبد الله بن الحسين العرائشى أن بعض الطلبة طلب من المترجم أن يقرأ معه تلخيص المفتاح فقال له إن شئت أقرأ معك النصف الأول فذاك, لأنه الذي قرأته على أشياخى، وأما النصف الثاني فلا أقدر على قراءته معك لأنى لم أقرأه عليهم، وذلك غاية الورع، وكان إماما بمدرسة الشهود ثم رشح للإمامة بالمسجد الأعظم.
مشيخته: أخذ عن شيخ الجماعة الحاج مبارك الفيضى، والسيد المهدي بن سودة، والسيد العباس بن كيران، والسيد محمَّد بن محمَّد بن العناية بن فقيرة.
الآخذون عنه: أخذ عنه شيخنا القاضى محمَّد بن عبد السلام الطاهرى والسيد الغالى ابن المكي السنتيسى وشيخنا أبو عبد الله محمَّد القصرى وشيخنا
٣٥٠ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٧/ ٢٦٧٥.