للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه حرجا من قضائك، ورجوت حسن تجاوزك وإغضائك، أبقاك الله قطبا لفلك المكارم والمآثر، وفصا لخاتم المحامد والمفاخر والسلام (١) ".

٢٩ - أبو العباس أحمد بن سعيد المِجْلَدِى (٢).

حاله: شيخ الجماعة في إقراء المختصر الخلَيلي محصل لمنطوقه ومفهومه، كثير الممارسة له، يختمه كل سنة، مستحضر للنوازل، عارف بإدراج الجزئيات تحت الكليات، ماهر في ذلك، حسن الأخلاق، لين العريكة، منصف متواضع، له إشراف تام على السير، ومشاركة وافرة في فنون عديدة نفع الله بعلمه جما غفيرًا من الأعيان.

ولي قضاء فاس الجديد أزيد من أربعين سنة، فحمدت سيرته، ولم يحفظ عنه ما يشين عرضه ولا ما يغض من جلالة منصبه.

وولي قضاء مكناسة الزيتون بعد عزل القاضي أبي مدين عنها، وذلك أواسط شوال عام ثمانية وثمانين وألف كما أفصح بذلك الضعيف في "تاريخه" وقد وقفت على عدة خطابات له تدل على ذلك.

مصنفاته: منها اختصار المعيار في مجلد ضخم، وشرح على المختصر الخليلي سماه أم الحواشي يبين فيه الصورة أو لا بما فهمه ثم ينقل ما يناسبه من كلام الأئمة، ثم ينقل سائر لفظ الحواشي السابقة عليه، ومؤلف في الحسبة سماه "التيسير في أحكام التسعير" وقفت عليه في نحو الكراسة.

مشيخته: أخذ عن أبي محمَّد عبد القادر الفاسي، وأبي سالم العياشي وأجازه الأخير عامة كما أخذ عن غيرهما.


(١) الخبر بطوله لدى ابن الخطيب في نفاضة الجراب - ص ٣٧٧.
(٢) في المطبوع: "المجيلدي" والمثبت في نشر المثاني.
٢٩ - من مصادر ترجمته: نشر المثاني ٤/ ١٦٦٧ في موسوعة أعلام المغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>