للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس، خصوصًا بين أسلافنا وأسلافكم، ورؤسائنا ورؤسائكم، حتى امتزجت بينهم وأورثوها لمن بعدهم من بينهم، وأقاربهم وذويهم.

فبلغ ما أمرتموه به قيامًا بعهد المحبة والأخذ بأقوى سببه وذلك معروف عندنا ومقرر لدينا نعرفه ظاهرًا كظهور الشمس، ويعرفه أسلافنا وأسلافكم، وما قصر هذا النائب مدة مقامه في نيابته في القيام على ساق الجد في تجديد العهد وما قط رأينا منه إلا الخير التام، فمثله من يكون نائبًا عن الدول، في إحياء ما أسسه الأسلاف الأول، فنحبكم تراعون له ذلك، وتسلكون به أحسن المسالك، فإنه أهل لكل ما تعاملونه به من الإحسان، والبرور والامتنان، وإن تأتى رجوعه لإيالتنا فهو أولى لعقله ومروءته، وحسن سيرته.

وإن كان لكم غرض أردتم قضاءه به ووجهتم مكانه آخر فنحبكم أن توصوه بأن يجرى على سيرته وتجديد المحبة وإحياء عهدها كما فعل هذا النائب العاقل.

وبالجملة فلم يقصر فيما كان معروفًا بين أسلافنا وأسلافكم من المحبة حتى رجعت أقوى مما كانت، وأنت قطب رحا هذه المحبة المجددة بيننا وبينكم، وعلى سيرتك كانت أسلافكم مع أسلافنا، ونحن نحب أن نزيدها تأكيدًا ونحيى ما أسسه الأسلاف فإن أسلافنا كانوا يقدمون أسلافكم في أمورهم لشدة محبتهم وصدق وفائهم وعهدهم وأمانتهم، وكذلك نحن نحب إحياء ذلك بيننا وبينكم حتى تصير أكثر مما كانت بين الأوائل، وكل ذلك لصدقكم وكثرة محبتكم ووفور عقلكم حتى عرف ذلك عند جميع الناس، وحصلت بسببكم الألفة والاستئناس، والتمام ٢٣ ربيع الثانى عام ١٢٨٦".

ولنختم فصول باب العلائق بذكر رسائل كان يبعثها بعض ممثلى الدول لرجال دولة صاحب الترجمة تتميمًا للفائدة، فمن ذلك ما كتب به سفير الإنجليز لمولاى العباس من أصله الممضى بخطه العربى بعد الحمدلة:

<<  <  ج: ص:  >  >>