فراسة صدقت في كل نازلة ... قد استوى عنده الإسرار والعلن
وهيبة جلل الآفاق موقعها ... فالأسد في غيلها من خوفه تهن
وسطوة بهرت والنصر يصحبها ... وعين حزم وعزم ما بها وسن
ساس الرعية من سوس وبربرها ... وزال عن درن بوطئه الدرن
ذلت مكيلد بل عزت بطاعته ... لما غدت في عدادا لجند تحتجن
خوفهم بعصا الشرع المطاع فمذ ... تابوا وأموا على حضرته أمنوا
ظنوا حصونهم والوعر يمنعهم ... هيهات لا وزر يَحْمى ولا حصن
أنى يقل مكان من أناط به ... همته أو تقيه البيض والجنن
كيف وهمته بالله نافذة ... لو مدها نحو دهر قاده رسن
ولو أراد مسير العاديات على ... متن العباب بها ما احتيجت السفن
ولو رمى بسديد سهم همته ... ديار كفر بها لم يعبد الوثن
الله أولاك ملكاً شامخاً بهجاً ... عنت لسطوته الأقيال والعتن
هذى السعادة عين الله تكلؤها ... بغير أنبائها تشنف الأذن
من معشر بالتقى والعلم قد عرفوا ... وبالندى والحيا والمجد قد زكنوا
هم أهل بيت رسول الله بهجتهم ... ما فاز قط بها شام ولا يمن
هم الملوك أدام الله دولتهم ... فكأنها للورى عز ومؤتمن
دامت سعادة مولانا وعزته ... ونصر رايته ما اتصل الزمن
وأقام بفاس إلى يوم الاثنين السابع عشر من شوال عام ستة وثلاثمائة وألف. فخرج منها وخيم على قنطرة وادى سبو من بلاد الحياينة، ومنها لقبيلة