مجلسك بين يدى انظر إليه، فكان كما قال رضى الله عنه، قال مخبرى: فإنى قرأت عليه يعنى شيخه المذكور في زاوية هذا السيد الجليل المرشد المعين بين العشائين من أوله إلى آخره ثم الشمائل النبوية كذلك، ثم طرفا وافرًا من صحيح الإمام البخارى هـ.
وما ينسب للمترجم من الأزجال هو له حقيقة وقد كان له رواة يتلقونه منه ويكتبونه عنه، منهم: العلامة السيد محمد غريط، والسيد الحاج قاسم بن المير، والسيد الحاج أحمد الدقيوق وغيرهم، حيث إن المترجم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ومع ذلك قد ضمن تلك الأزجال من أنواع فنون البلاغة ودقائق المعانى ما أخرس الفصحاء وأخجل البلغاء وأودعها من الحكم والمواعظ والأمثال ما حير أولى الألباب، وألزم المعاند الحجة.
أما تغزلاته فقد أزرت بنسيم الصبا ووسيم الصباح، وكلها إما في الحضرة العلية أو النسمة النبوية، أو الأكابر من الأولياء والصالحين شنشنة فطاحل العرب والصحابة والتابعين وسلف الأمة وخلفها المتقين في تغزلاتهم في أشعارهم الفائقة الرائقة، لا فيما يفهمه بعض الأوغاد من أنه في معين لا يحل، حاشا أهل الفضل والدين من ارتكاب ذلك.
والحوم حول ولوج وخيم تلك المسالك.
ولو دُوِّن جميع ما قال من الأزجال لجاء في عدة أسفار، ولكنه منه ما لعبت به أيدى الإتلاف، ومنه ما مات بموت حفاظه، ومنه ما حرق على عهد المترجم بإذن منه، وما بقى إنما هو قُلٌّ من كُثْر.
مشيخته: أخذ عن الولى الصالح، العارف الفالح، السيد الحاج المختار البقالى المتوفى سابع أو ثامن عشرى صفر عام خمسة وخمسين ومائتين وألف،