وفاته: توفى بوطنه مرشاقة من بلاد الهبط ليلة الجمعة، ووافق ليلة عيد الأضحى، وحملت جنازته بإذنه على فرسه الذى كان يركبه، ودفن خارج باب عيسى، وذلك يوم الأحد الثانى عشر من ذى الحجة عام ستة وسبعين وتسعمائة بتقديم السين فيهما، وقد صار ضريحه اليوم داخل حرم المشهد الإسماعيلى كما تقدم، والذى بنى قبته هو وارث سره أبو المحاسن سيدى يوسف الفاسى بعد أن كان لم يحضر موته، وإنما لحق حاملى جنازته أَثناء الطريق، وسار معهم حتى وقف على دفنه بمجله، وشرع في بنائها عليه إثر الفراغ من دفنه ثم في عام خمس وخمسين وألف أضيف لضريحه المسجد الذى كان حذاءه، وهو التربيعة التي صارت مقبرة الكائنة عن يمين الداخل للضريح المذكور، وتوجد صفة أسفل من ضريحه وقبل الوصول إليه يقال: إنها مدفن فرسه الحامل لجنازته كما تقدم ذلك في الكلام على الضريح الإسماعيلى.
٤١٦ - عبد الرحمن بن أحمد الوقاد المكناسى الدار، المعافرى النجار.
حسبما قال في إمضائه بعض فتاويه.
حاله: من صدور أعلام زمانه الممتازين بالتحقيق والإتقان، كان بقيد الحياة سنة أربع وثلاثين وتسعمائة، وهو من جملة الأعلام الذين حوت نصيحة المغترين فتاويهم بجواز استعمار الممنون عليهم بالإسلام من أهل الذمة بقيسرية فاس، والتنديد على المخالف في ذلك، ودحض حجته بالبراهين السمعية والأدلة القطعية، وقول المترجم في إمضائه المعافرى، هو -بفتح الميم وتخفيف العين المهملة وكسر الفاء- نسبة إلى معافر بن يعفور، أى حى باليمن، الإشْبيلى بكسر الهمزة وسكون الشين نسبة إلى إشبيلية المدينة العظيمة الشهيرة بجزيرة الأندلس.