وقفت على تحليته في بعض العقود بما نصه: من له النظر العام والأمانة الكاملة في أمر البناءات كلها السلطانية على اختلاف أنواعها وأجناسها بداره العلية حرس الله رفيع أعتابها، وصان من طوارق الحدثان على أبوابها، ناصح خدمته السلطانية، في السريرة والعلانية، وهو الطالب محمد بن الثقة الخير أهل كتاب الله المحب لآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي بعضها بما لفظه: الناظر الأفلح، الأشهر الأنجح، الفقيه النزيه الأريب النبيه، أمين الدار العالية بالله وناظر سائر أحباس الإيالة الشريفة أبو عبد الله السيد محمد بن محمد الكاتب" بتاريخ خمسة عشر ومائة وألف.
٢٣٩ - محمد المدعو حم بن عبد الوهاب الوزير الغسانى الأندلسى الأصل الفاسى الدار والوفاة المكناسى الوظيف.
حاله: فقيه علامة مشارك متقن، كاتب بارع، يكتب كما يراد منه، انتهت إليه رياسة صنعة الترسيل، ولم يعزر في عصره بتمثيل، استكتبه سيدنا الجد السلطان مولانا إسماعيل وكانت له لديه جلالة ومكانة يوحى إليه المكاتيب العديدة في مواضع مختلفة للعمال وغيرهم من ذوى الحيثيات، فيذهب لمنزله ويكتب جميع ما أملى عليه مخدومه، وينزل في مخاطباته كلا منزلته من غير زيادة ولا نقصان في أيسر وقت مع إيجاز، وحسن عبارة كادت أن تبلغ حد الإعجاز، وذلك مما زاد السلطان به ابتهاجا، وكانت له سرعة في نسخ الكتب لم تعرف لغيره، وقد رشحه مخدومه للسفارة لبلاد الأندلس لفكاك أسرى المسلمين، واستخراج ما بقى من الكتب الإسلامية بالمشاهد المهجورة هناك.
مؤلفاته: منها رحلته الموسومة برحلة الوزير، في افتكاك الأسير، شرح بها ما شاهده في سفارته المذكورة من العجائب والغرائب.