{فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٨١)} [البقرة: ١٨١] جرى وحرر ٢٠ ذى الحجة الحرام ختام عام الرابع والسبعين والمائتين والألف من هجرة من له العز والشرف، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، شهود الختم:
ترجمانه: محمد أفندى سعيد زاده. كاتبه: دروس أفندى معاص.
مسجله: الشيخ أحمد عزوز حباط. كاتبه: محمد بن المرحوم وسى الفغبى غفر لهما" من أصله.
[استعداده البحرى]
كان المغرب على عهده لا تزال له مراكب بحرية تجارية وحربية تمخر العباب ويقتنص رؤساؤها مراكب الدول التي ليس لها عقد مهادنة مع المغرب، ولا جوازُ مرورٍ يُبيحُ لها حرية التجول بمياهه وعبور شواطئه، وكان له بتلك المراكب ورؤسائها مزيد اعتناء، وقد اهتم كثيرا بإرجاع القوة البحرية -التي أغفلها بل أهملها عمه أبو الربيع آتى الترجمة- إلى سابق عزها، وردها إلى شبابها.
فتطوف على الثغور المغربية أواخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وأمر بإنشاء الأساطيل وضمها إلى البقية الباقية من آثار جده أبى عبد الله محمد بن عبد الله، وأصدر أوامره لرؤساء البحر من العدوتين سَلا، والرباط، أن يخرجوا القراصين للتطوف بالسواحل المغربية وما جاورها، فخرج الرئيسان عبد الرحمن بركاش وعبد الرحمن بريطل، فصادوا بعض المراكب الأجنبية وليس بيدها ورقة الجواز التي تخولهم التجول بتلك السواحل طبق الاتفاق الواقع بين الدولة الشريفة والدول الأروبية، فغنموا تلك المراكب وأتوا بها إلى مرسى العدوتين والعرائش، وبأثر ذلك وقع الهجوم على مرسى العرائش أخذا بالثأر، ووقع قتال عظيم بين