للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاته: توفى في العشرة الأولى من هذا القرن بالحضرة المكناسية رحمه الله.

١٦٨ - الطاهر بن الحاج الهادي بن العناية بن محمد بن أحمد بن الحاج أبو العناية بن عبدو بفتح العين وسكون الباء بعدها دال مضمومة مشبعة ابن الولى الأشهر سيدى عبد الله الجزار دفين مكناسة الزيتون.

قال أبو العباس الناصرى: وأولاد بوحدو أصلهم من سلا، ثم انتقلوا لفاس ومكناسة.

حاله: علامة لدقائق العلوم، إنسان عين، دراكة يسقى الأرواح المتعطشة من معين أروق عين، أودعته التحقيقات ذخائرها، وأبرزت له الغوامض ضمائرها، وملكته البراءة رسنها، وأولته البراعة أحسنها، وخاطبته البلاغة فأجابها، وخطبته الفصاحة فأدخلته حجابها.

ورث الأدب بالتعصيب والفرض، وأخذ بحجز المعقول في طول الأرض والعرض، مجالس دروسه بإبراز المعقول محسوسا حافلة، إلا أن شموس بدائع النكت فيها بازغة غير آفلة، فكم بفرائد الفوائد قرط الآذان، وبحسن الإلقاء والتعبير فتق رتق الأذهان، علوم العرب لولاه درست رسومها، وأفلت من أفق مكناسة نجومها، له اقتدار زائد، على التحصيل وقنص الشوارد، تبرز بذلك على الأقران، فلم يسع معاصريه إلا الإقرار والأذعان.

وقد كان ذا طبع أرق من عليل النسيم، ولطف أحلى وأشهى من التسنيم، يصبو لكل وصف محمود، ويهوى الطرب ويحسن نقر العود.

تعاطى في أول أمره خطة الإشهاد، ثم أُخر عنها لغير ريبة توجب الإبعاد، وإنما السبب الوحيد حسد بعض الأوغاد، الذين بجهلهم سعوا في الأرض الفساد، وأعانه على ذلك قوم آخرون، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.


١٦٨ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في الموسوعة ٨/ ٢٧٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>