الثائر المذكور من التزوج بغيره لئلا يرجع ويجدها متزوجة فنعوذ بالله من الجهل والغباوة.
[ثورة الريسولى]
ومن ذلك ثورة أبي العباس أحمد الريسولى الذي كان في أول أمره من اللصوص النهاب قطاع الطريق بالعقبة الحمراء وما والاها.
وقد اتفق أن كان بين النائب السلطانى بطنجة الحاج محمَّد الطريس التطوانى، وبين عامل طنجة الحاج عبد الرحمن بن عبد الصادق منافسة وشحناء، فوشى الطريس بالعامل المذكور للسلطان زاعما أنه المغرى للريسولى على العيث في الطرقات وأنه يشاطره جميع ما سلب ونهب، وذلك محض زور وافتراء فأصدر السلطان عند ذلك بالعامل أمرا باتا بالقبض على اللص المذكور وإلا فيكون مسئولا ولما بلغه هذا الكتاب ضاق به المتسع وصار يضرب أخماسا في أسداس، ولما رأى أن لا ملجأ ولا منجى له إلا بنصب حبال المكر والخديعة، أوعز لبعض الخاصة من أصحاب الريسولى بأنه يريد أن يرشح المذكور شيخا ولكن لا بد من أن يدفع عن تسنم ذلك المنصب مبلغا من الدراهم لا يقل عن ثلاثين ألف بسيطة حسنية، فنشط الخدن لتولية صاحبه واستعظم العدة وصار يطلب من العامل الحط من ذلك القدر وهو يشدد ويظهر الإباية من أن يضع ولو شيئًا ما، ثم ذهب الصديق لصديقه وأخبره بما راج بينه وبين العامل في شأنه فارتاح لذلك، وأجاب لأداء العدة المذكورة، وإنما يطلب دفعها مقسطة، ثم تأبط ثلاثة آلاف بسيطة حسنية ليقدمها بين يدي نجواه للعامل، وتوجه مع الواسطة.
فلما أخبر العامل بما ذكر أمر بإنزال الريسولى بمحل معدل الضيوف الأعيان، وكلف من يذهب إليه بالطعام والشراب وأظهر الاعتناء الزائد ودخل هو لداره مع الواسطة.