والاستيلاء على أمواله وذخائرة وغنيمة عياله وعبيده ثم القبض عليه والإتيان به حقيرًا مهانا.
وكان الظفر به بمدشر أولاد كنون من قبيلة بني مسارة في زريبة السيد عمران عشية يوم الأحد خامس من شعبان عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف، موافق ثانى عشرى غشت سنة تسع وتسعمائة وألف، ودخل لفاس في قفص من حديد على جمل ضحى يوم الثلاثاء المتصل الولاء بيوم القبض عليه.
وكان الذي تولى القبض عليه عسكرى من قبيلة الشاوية من طابور بوعودة يسمى العشى، ولما ظفر به نزع له المفاتيح التي كانت بطوقه والخاتم الذي كان بإصبعه ثم تسلط عليه النهاب والأوباش وسلبوه من كل ما يطلق عليه شيء وتركوه مكشوف العورة وأذاقوه أليم النكال، ولولا أن القائد الناجم كفهم عنه لأتلفوا مهجته، هكذا أخبرنى من حضر الواقعة وعاين ما ذكر من الثقات الأثبات.
ولما مثل بين يدي السلطان مولاى عبد الحفيظ أظهر من التجلد والوقاحة ما لا مزيد عليه، ثم بنيت له دكة بمشور باب البوجات، ووضع عليه قفصه وشُهِرَ أيامًا حتى رآه الحاضر والباد، وأقيمت عليه الفرجات والأفراح في سائر البلاد، ثم بعد ذلك أدخل للقصور السلطانية بفاس، وكان ذلك آخر العهد به، وبها قتل تنفيذا للحكم الشرعى المتعين في شأنه الذي كان التخيير في كيفيته للإمام، فأعدم رميا بالرصاص في أصح الروايات خلافًا لما يشيعه بعض ذوى الأغراض من الأوروبيين وغيرهم، من أنه طرح للأسود التي كانت بالقصر السلطانى فمزقتْ شلوه.
ولما لم يشهر قتله أمام الجمهور صار بعض الحمقى يعتقدون عدم موته، ولا سيما خاصته كصهره محمَّد بن شلال الريفى القلعى، فإنه كان يجزم بعدم موته ورجوعه يوما ما لسطوته، فحمله اعتقاده الفاسد على منع أخته التي كانت تحت