نفوسهم بمنحة وكتب لهم كتابا لأبيه يستعطفه لهم، وانقلبوا من عنده مسرورين، فلما قدموا على أبيه سامحهم وأعطاهم وتم الصلح بينه وبينهم.
وفى السنة وجه المترجم لأبيه بهدية فأثنى عليه ودعا له بخير.
وفى سنة ١١٦٩ توجه لتمهيد سوس فدوخها وجبى أموالها، وولى عليها وقرر الحامية بتارودانت.
وفى سنة ١١٧٠ توجه للقبض على الطالب صالح المستولى على آكدير، المستبد بمال مرساه، فقبض عليه وسجنه ورتب الحامية بآكادير، ورجع لمراكش منصورًا، فمكث فيه قليلا ثم خرج لإصلاح ما فسد من أمر قبائل الشاوية، فقتل. منهم ووجه المقبوضين بالسلاسل لمراكش.
ثم توجه للرباط فأضافه أهلها وأهدوا له، وأغلق عبد الحق فنيش صاحب سلا أبواب المدينة في وجهه فقطع الوادى وتنكب سلا، وسار إلى القصر فتطوان وأشرف على سبتة، ثم ذهب لطنجة فالعرايش فسلا، حيث لقى من قائدها ثانيا ما لقى أولا ثم رجع لمراكش.
[بيعته، وبعض حوادث أيامه]
ويعد وفاة والده رحمه الله بويع له البيعة العامة بفاس إثر الفراغ من دفن والده يوم الاثنين خامس عشرى صفر عام واحد وسبعين ومائة وألف باتفاق أهل الحل والعقد، وكان يومئذ ابن ثمان وثلاثين سنة، وإلى سنة ولايته وبيعته أشار القاضى أبو عبد الله الهوارى بقوله:
وبايع أهل الغرب في عام واحد ... وسبعين مولانا الإمام محمدا