للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحادث، ولم يزل الأمر يشتد إلى أن ختمت أنفاسه عند أذان المؤذن الأول زوال يوم الجمعة أوائل شعبان عام واحد وسبعين ومائتين وألف.

قال سيدى العربى رضى الله عنه: فازددنا يقينا بأنه ممن له عند الله منزلة كاملة، وأنه كوشف بما يحل به وقد حقق الله رجاءه في اللطف بعباده، فكان رحمه الله خاتمة المصابين بذلك الحادث.

[٩٠ - إدريس بن العلامة السيد التهامى أجانا.]

حاله: فقيه علامة خاشع متواضع زاهد ناسك ورع، كان يدرس في المسجد والقضيب بيده، ولا يدرس التوحيد إلا في محل خاص مستترا عن العوام، وتخرج على يديه طلبة كثيرون، وكان يؤدب الصبيان احتسابا لله تعالى، ورحل إلى الحج راجلا على ما أخبرنى به من وثقت بخبره من أهل العدل، ودخل مصر وقرأ بها.

وكان يذهب كل يوم أربعاء وخميس لسجن بلاده المكناسية ومرستانها يخدم المساجين والمعتوهين ويقضى حوائجهم بنفسه، ويقول: لى في ذلك فائدتان: وعظ نفسى، وتعريفها بنعم الله عليها ومعافاتها مما ابتلى به كثير من الخلق من السجن والقيود والأغلال وغير ذلك كى تنزجر وترتاع وتقبل بكليتها على شكر المنعم وحمده.

جعل كفنه بصدر بيته يشاهده ويعتبر ويتذكر به كلما دخل وخرج.

وله أحوال كثيرة من هذا النوع، وكان يخيط أكفان الموتى ويباشر غسلهم ويحترف بتسفير الكتب وإصلاح المبتور منها ويبيعها ويتعيش بثمنها.

الآخذون عنه: فممن أخذ عنه الوزير الفقيه السيد موسى بن أحمد، وأخوه السيد عبد الله عامل فاس وزَرْهُون، والسيد عبد السلام بن محمد بن الحاج

<<  <  ج: ص:  >  >>