للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نهض من مكناس قاصداً عاصمة الجنوب فسار على طريق زمور الشلح ثم رياط الفتح وبه أقام سُنَّة عيد الفطر، ثم نهض على طريق زعير وتادلا، وبينهما قضى سُنَّة عيد النحر، ثم من زعير لايت بوريد فآيت اعتاب، ولما وصل إلى قبيلة. نتيفة أوقع بها جزاء على ما أجرمت من شقهم عصا الطباعة على عاملهم الطالب عبد الله النتيفى ووثوبهم عليه وهدهم لداره، ولولا أنَّه خلص بنفسه نجيا لحضرة السلطان لمثلوا به.

وكذلك أوقع بأهل راوية تنغملت، ثم سار على فم الجمعة، ثم قبائل السراغنة والرحامنة، ثم مراكش الحمراء فأقام بها مدة يتأهب لعود الحركة للقطر السوسى لتفقد أحواله وتسكين اضطرابه، وإعادة النظر في ترتيب شئونه، ويدبر أمور الظعن إليه، وكيفية المرور على قبائله وتمهيدها وبمراكش أقام حفلة العيد النبوى والمولد الكريم المصطفوى.

ولما حضر بشريف أعتابه أعيان القطر السوسى كأبي عبد الله محمد بن الحسين أو هاشم، والقائد دحمان بن بيرك التكنى، والحاج مسعود الراشدى، والقائد أحمد العبوبى السرغينى والعمال الذين يتصارفون معهم من آيت باعمران وباعقيلة وتيزفيت وغيرهم كالقائد على الخصاصى، والقائد إبراهيم بوفوس لأداء واجب التهنئة ومشاهدة هذه الحفلات المولوية العيدية وفق المقرر المألوف في ذلك أمر وزيره أبا عبد الله محمد بن العربي الجامعى بإحضارهم بشريف الأعتاب ومفاوضتهم فيما صمم عليه جنابه العالى من الوجهة لناحيتهم.

فأحضرهم وعرض عليهم القصد المولوى فأجابوا بالترحيب والبشر، وسردت عليهم مراحل السفرة الأولى فوافقوا على بقاء البعض منها على الأصل، وأشاروا بتبديل البعض. قال الخصاصى وبوفوس: إن المسلك السهل المتواصل العمارة والماء إلى كلميم إنَّما هو على بلاد الاخصاص لقربه واتصال الماء والعمارة، فذكروا أن من بونعمان لاندجه نحو الخمس ساعات لكون محطة الظهر الفارقة بينهما ليس فيها إلَّا المطافى، ومن اندجه لاكيسل نحو الساعتين ومنه لكلميم

<<  <  ج: ص:  >  >>