للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاته: توفي بثغر الدار البيضاء ضحوة رابع عشر رمضان عام واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف، وحمل في سيارة لفاس ودفن من غده بروضتهم الشهيرة حذو الزاوية الناصرية هنالك.

٣٢٣ - محمَّد بن العباس المكناسى النشأة والدار والإقبار.

حاله: فقيه نبيه لوذعى، فاضل دين خير ذاكر متهجد، مشرف على تاريخ المتقدمين ووقائعهم وطرق أخبارهم، حببت إليه العزلة، له اليد الطولى في علم الأوفاق وسر الحروف واستخدام الجان، تواترت عنه في ذلك وقائع، أخبرنى من وثقت بخبره ممن أخذ عنه أنه سمع من بعض خاصة المترجم المعروفين بالصدق ومتانة الدين أنه كان كثيرا ما يخرج مع المترجم لاسترواح النفس خارج البلد في بعض الأصائل ويتحرى الأماكن الخالية من الناس، ثم إنه في بعض الأيام نسى المخبر لبدة له كان جالسا عليها مع المترجم لم يتذكرها حتى رجع وفارق المترجم، ثم لما خرجا على عادتهما من الغد، وراما الجلوس بحث الشيخ تلميذه عن اللبدة فأخبروا بتلفها، فسكت الشيخ، ثم من الغد وجدوا اللبلدة عند الشيخ، فظن التلميذ أَن الشيخ هو الذي كان أخذها بقصد أن يباسطه ويختبر ذكاءه، فبحثه من أين له بها فقال له: إن الذي وجدها هو الذي أتى بها إلي، وذلك أنى لما أخبرتنى بضياعها توجهت إلى الله ببعض أسمائه فما أتممت ذكرى حتى أتانى فلان وطرق الباب بإزعاج واضعا يده على إحدى عينيه وهو يتألم أشد الإيلام (١)، فقال: يا سيدي نزل بي حالا ما تراه من غير سابقية سبب، ووقع في نفسى أن شفائى لا يكون إلا على يدك، فقلت: اذهب ائتنى باللبدة التي أَخذت من المحل الفلانى، فأتى بها مسرعا بعد أن أبدى أعذارا، وبمجرد ما مكننى منها زال أَلمه بإذن الله.


(١) في المطبوع: "أشد الإمام" ولا وجه له.

<<  <  ج: ص:  >  >>