مشيخته: أخذ عن جلة شيوخ فاس كالشيخ سيدى محمد القسمطينى، والشيخ أبى عبد الله المسناوى وغيرهما.
الآخذون عنه: أخذ عنه كثير من أعيان طلبة فاس وغيرهم.
وفاته: توفى في جمادى الأولى عام اثنين وخمسين ومائة وألف.
٢٥٠ - محمد أبو عبد الله المكناسى الأصل الفاسى الدار والإقبار.
حاله: علامة محصل، مصيب في مضمار السبقية مفصل، محرر العلوم ومفيدها، ومجدد شبيبة الفضائل ومعيدها، أحرز قصبة السبق في مضمار التحقيق، وشيد مناره فكان على أصل وثيق، جمع إلى غزارة العلم فصاحة اللسان، وإلى ثبات الجأش وتوقد الذهن براعة البيان، فكان مجلسه لأرباب المحابر نزهة الأفكار، وصيقل القلوب ومنظر الاعتبار، آية الله في خلقه العجيب، ونعمة كبرى على بعيد الناس والقريب، وضع له القبول في الأرض، طولها والعرض، فكان الخاصة والعامة فيه محبون، وببراعته ومحاسنه يلهجون.
ختم بجامع القرويين مختصر الشيخ خليل أوائل العشرة الثامنة من المائة الفارطة، ثم رحل لأداء فريضة الحج، وهو يعطر برياه كل فج، فاتفقت له هنالك نكبة، أعانت عليه ليالى الغربة، وذلك أن صهرا له سرق لكبير القفلة التي اتفق لهما السفر معها حساما مرصعا بياقوت وجوهر، فكان وصفه يستغرب إذ يذكر، وحين ألجأ الحال، إلى البحث عنه بسائر خيام الحاج، ومنها منزل صاحب الترجمة ألقى تحت وسادته دسه هنالك ذلك الصهر الخبيث، ظنا منه أن محل الفقيه المترجم ينزه عن التفتيش لجلالته وعظم مكانته في القلوب، وعدم تطرق التهمة فيه، ولما وقع العثور على الحسام بمحله اغتاظ غيظا شديدا، وتألم ألما مزيدا، ومن ذلك الوقت تردى رداء السقم، ولم يزل عليلا بتلك الغصة حليف العنا، ملازم الضنا، إلى أن قضى نحبه بعد قضاء نسكه رحمه الله وبرد ثراه.