قد حاز قصب السبق في ضبط القرآن وحسن الصوت، فكان يخطب بأمير المؤمنين مولانا سليمان، هكذا ذكره أبو العباس الأغزاوى الجبلى في بعض تقاييده.
٢٨٤ - محمد فتحا بن أبي سالم عبد الله بن الطاهر الشريف الأمرانى.
والد المولى الكامل المتقدم الترجمة، وقد تقدم رفع نسبهم الكريم في ترجمة ولده المذكور.
حاله: علامة مشارك، خطيب مصقع، صالح عابد، ذاكر ناسك، فاضل جليل القدر، ولد بأفران ونشأ بزرهون، وقرأ بفاس وسكن مكناسة الزيتون، وتولى خطبة الجامع العتيق بها، وكان لا يخطب بخطب غيره ينشئ كل جمعة خطبة بحسب مقتضيات الأحوال، وكان ناصرى الطريقة ناهجًا نهج السنة والجماعة في سائر شئونه.
صاهره السلطان أبو الربيع سليمان ببنته المصونة السيدة أم هانى، وكانت صالحة عابدة ناسكة، تقرأ دلائل الخيرات، والورد الناصرى، لم يكن في وقتها أجمل منها، فما مات والدها السلطان أبو الربيع ولم يكن دخل بها بَعْلُها هَمّ السلطان بعده أبو زيد بن هشام بالعقد عليها لنفسه، فلما بلغها الخبر ذهبت إليه وقالت له: يا فلان، اتق الله فإن هذا لا يحل، ألست تعلم أن والدى كان زوجنى من الأمرانى، فتراجع وأمر بزفافها لزوجها المذكور ودونك نص عقد الصداق:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد المصطفى الكريم، وعلى آله وأصحابه أولى البر والتعظيم، ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، الحمد لله الذى خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديرا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث إلى سائر الخلق بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجًا منيراً.
٢٨٤ - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب ٧/ ٢٦١٢.