ولما أنذر بذلك حاجبه موسى بن أحمد دخل عليه، ولما تيقن موته خرج كئيبا حزينا واستحضر أخاه العلاف الكبير السيد عبد الله بن أحمد، وخليفته السيد محمد الجامعى، والوزير الصدر إدريس بو عشرين، والسيد عبد السلام البقالى وأخبرهم بوفاة السلطان.
فوقع اتفاقهم على جمع الكبراء والأعيان من الشرفاء والقواد للمذاكرة في مبايعة من يقوم بأمر المسلمين.
ولما اجتمعت جموعهم بادر عامل الرحامنة المكين المكانة لدى السلطان المتوفى والمسمى عنده بشيخ العمال والمستشار لديه في مهمات الأمور، فصرح بمبايعة المترجم، وقال مسمعا لما استروح الخلاف: أنا أنصره على سكينى، ثم قام بعده عم المترجم وصهره العلامة مولانا العباس بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله الجامعى المذكور مصرحين بما صرح به العامل المذكور، فلم يبق محل للنزاع وانعقدت البيعة لصاحب الترجمة وكان الذى تولى كتابتها أولا بخطه مولانا العباس المذكور ثم وضع من حضر من العلماء شهادتهم بذلك وشهد العدول على غيرهم وأدَّوا شهادتهم بذلك لدى القاضى.
ثم كتب للمترجم عمه مولانا العباس المذكور وكذا المذكورون معه بوفاة والده، وانعقاد البيعة له، كما كتب له بذلك بقية الرؤساء معزين ومهنئين ومستقدمين له، وقفت على جواب صاحب الترجمة لعمه المولى العباس عما ذكر ودونك لفظه:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله، عمنا الأعز الأجل الأفضل مولانا العباس حفظ الله مجادة عمنا وسلام عليه ورحمة الله.
وبعد: وافانا كتاب عمنا معزيا لنا في سيدنا الوالد رحمه الله، ومنبئا بما حل بعمنا من فراقه وفقده فوالله لقد عظم علينا المصاب وجرعنا الرزء أمرّ من العلقم