للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: أعمر قطرا من بني زياد، قد قدم أن بني زياد مدينة محصورة، وذلك يدل على أن مراده بقطرها موقعها ومساحتها لا غير.

وقوله: في الطريق من تاقررت إلى السوق القديمة على رمتي سهم (١) ... إلخ، يعني أن مدينة القصر التي هي حصن عامل مكناسة واقعة في طريق السوق القديم، وبينهما وبين تاقررت القدر المذكور وهو رميتا سهم بالتثنية.

وقد تحصل من كلامه هذا وما ذكره قبله أن موقع هذا الحصن يعتبر بين كل من تاورا وبني زياد ومن تاقررت والسوق القديم.

وقوله وفي شمال قصر أبي موسى إلى قوله السوق القديمة كذا هو في نسختين اثنتين من نزهة المشتاق قصر بالصاد المهملة وأبي موسى بلفظ الكنية ولا أتحقق الآن المراد بهما، وقد تقدم البحث عن موقع السوق القديمة فارجع إليه.

وقوله ومن قبائل بني مكناسة المجاورة لهذه البلاد (٢) إلى قوله وأَوْرَبَة (٣) ... إلخ صريح في أن هؤلاء خارجون عق موقع مكناسة وإن جاورها، وفي أن من جملتهم أوربة الذين هم أهل زرهون كما تقدم، والله أعلم وأحكم.

فصل قال في الروض: وكانت هذه المواضع كلها في غاية من الخصب وكثرة المياه والأشجار، وكان أهلها آمنين مطمئنين في عيش رغد ونعمة تامة منذ ملك أمراء المسلمين بنو تاشفين بلاد المغرب وأخمد (٤) الله تعالى بسيوفهم نار الفتنة البربرية فانقطعت مطامع رءوس النفاق من بربر المغرب (٥). من خطه.

قلت: قال بعضهم يشير والله أعلم إلى فتنة جور مغرواة في دولتهم عند انشغالهم بنهب أموال الرعية والفسق وتمزيق الأعراض وما لا يحل سماعه.


(١) نزهة المشتاق ١/ ٢٤٥.
(٢) نزهة المشتاق ١/ ٢٤٥.
(٣) في نزهة المشتاق: "واربة".
(٤) في الروض الهتون: "وأغمد".
(٥) الروض الهتون - ص ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>