دارهم المحفوظة بالله مزارة للصادر والوارد كما كانت وزيادة، ونحن على مذهب السلف في أثرتهما وتعظيمها وإجلال من فيها تبعا لهم ولا خير في الخلف، إن لم يتبع السلف.
ونطلب الله تعالى أن يعمرها وأن لا يخلى بركة منها تجديدا تاما مطلقا عاما، ونعهد لمن يقف عليه من الخدم والعمال أن يعرف حق هذه الدار المباركة وأن يقرها على ما أقررناها عليه، ويعرف حق من فيها من أهلها وذويها، ومن قصر في حقها فالله حسيبه وسائله، ومتولى الانتقام منه، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وبعبده كفيل، والسلام وفى أول ذى الحجة الحرام مكمل عام أربعين ومائة وألف".
وهذا يدلك على مبلغ اعتباره واحترامه لمن اتسم بدين أو صلاح أو أشير له بخير وفلاح.
[علائقه السياسية]
وقفت له على ظهير بعثه إلى ملك فرنسا لويس الخامس عشر يخبره بأن طائفة من قومه وردوا على أعتاب أخيه المولى أحمد الذهبى، ولما وجدوه قد بويع مكانه التقوا به في مشوره على العادة، ولكنهم كانوا لا يحملون كتابا من ملكهم، وأنه قد ردهم بعد ما أنعم عليهم باثنين من الأسارى الفرنسيين، ونصه من أصله المحفوظ بوزارة خارجية فرنسا:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، عن أمر عبد الله الغالب بالله أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين، المجاهد في سبيل رب العالمين، (ثم الطابع بداخله عبد الملك ابن أمير المؤمنين الله وليه وبدائرته ومن تكن برسول الله البيت) أيده الله ونصره وظفر جنوده المباركة وعساكره، وحفظه وكان له ومعه في جميع الحركات والسكنات، آمين يارب العالمين.