وفى عام ستة وسبعين ومائة وألف فتك بمتمردة مسفيوة، وقتل منهم نحو أربعمائة، وكان من جملة القتلى القائد إبراهيم ولد الباشا بلا وعلى صهر عم المترجم المولى بناصر.
وفى منتصف رمضان العام نهض لتادلا وأوقع بآيت يمور، وأغار في طريقه على أشقيرن، وقتل وسبى ومهد البلاد، وحسم جرثومة الفساد، وتوجه للشاوية، وألقى القبض على كثير منهم ووجههم بالسلاسل لمراكش جزاء على ما أجرموا من العيث في السابلة.
وفى خامس ذى الحجة قدم من عاصمة الجنوب مراكش إلى العاصمة المكناسية، وأقام بها يومين، ثم نهض للعاصمة الفاسية لإخماد نيران ما أججه الحياينة من الفتن.
وفى يوم الثلاثاء الرابع عشر من المحرم عام سبعة وسبعين ومائة وألف نهض من فاس في جيوش جرارة إلى جبل مرموشة وآيت يوسى الذين سعوا في الأرض الفساد، فأوقع بهم وكسر شوكة تمردهم، ثم تقدم للحيانية فنهب أموالهم وفروا لجبل غياثة فاقتفى أثرهم على طريق تازا، إلى أن لحقت بهم العساكر إلى الجبل المذكور وأوقعت بهم وقعة عظيمة اضطرتهم للرضوخ للطاعة وهم صاغرون، فطلبوا العفو والأمان، فعفا عنهم وأمنهم من القتل، ثم انقلب لبلدهم فنسفها نسفا وذلك يوم الخميس سادس ربيع الأول.
وفى يوم الاثنين ثامن ربيع الثانى رجع لفاس مؤيدا منصورا، ونزل بدار دبيبغ، واستخلف بفاس ابن عمه أبا العلاء إدريس بن المنتصر وأعطاه القبائل الجبلية، وفى أواسط ربيع الثانى أمر ببناء قبة ضريح أبى الحسن على بن حرزهم.
وفى صبيحة يوم الأربعاء ثامن جمادى الأولى نهض لمكناسة الزيتون، وفى غده الذى هو يوم الخميس أصدر أوامره بتزليج منار أبى العلاء إدريس الأزهر بانى